04‏/10‏/2015

"عليا" شكراً






عليا.. يا عليا.. يا أم العيون الحلوة شكرًا لأنك من بين الزّحام أتيت لتهوّني كلّ هذه الرحلة.. ولأنك لم ترتدي إلا عينيك حين قررت أن تقتحمي كل الحرّ وتعلني أنك النسمة الوحيدة القادرة على إنعاشي.. ولأنك ما مللت يومًا من الدّخول علي وأنا أتذمّر وما امتنعتِ عن إعطائي يديك لأفتح بهما باب الحافلة الصّدئ فأخرج ولا أراك..
شكرًا  لأنك أجّلت كل مواعيدي مُسبقًا وأتيت بي طائعًا وطفلًا إلى النافذة المشتهاة التي تطلّ على عريك ولا تطالك.. فأنت الشجرة وأنت السّماء وأنت الزّهرة البرية التي لا يحميها فيء..
شكرًا لأنك دفعت عني ثمن طيشي.. ولأن كل النساء صفر على شمال عينيك..
شكرًا لأنك لم تضعي لي سترة تحميني من "الهوى" ولأنه أخذني وطيّرني.. زرتُ كل النساء في مخيلتي لكنني لم أغرق إلا في حقيقتك..
ولو أنك تسمحين لما كنتُ عدتُ إلى السطح يومًا..
ولو أن الوقت الرابض على حدود أنفاسي يلين فإنني سأركب هذه الحافلة كل يوم لعلّ الذكرى تتحول إلى "أنت" فأشوي لحمك بقبلةٍ وآكلك وأشبع.. فنموت متأثرين بتخمة السفر نحو اللاعودة ونحو أن نكون معًا لأول مرة..
لو أنّ الله يكافئني على كلّ "لو أنّ" التي بلا جدوى فيعطيني إياك وأنا أعدهُ أن أصبح إنسانًا فاضلًا وأن أؤلّف الموسيقى لكل حافلات العالم وأكتب آية موزونة عن اللون الغافي في حديقة عينيك الخلفية..


على الهامش: أنا أشعر بالغيرة لأنك غسلت له "الخس"..
وحين ألتقيك سوف نتحاسب على هذا!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.