23‏/10‏/2015

إنسان وفراش نوم


by Johnny Morant
قبل أن نغمِّض عيوننا وننام، نعيش لحظة تنسكب فيها كل الصور الممكنة في شعورنا، تطمئننا الجدران الراسخة إلى أننا لن نفضح إذا خرجنا عن "المألوف" و"اللازم"، فنقدم على صنع الخيالات المريحة لأعصابنا -نحن لن ننام طبعا بأعصاب مشلولة من كثرة المبادئ- ونضع أجسادنا في مكانها الملائم: لوحة فنية، سرير أنثى/ذكر، طائرة، قاعة سينما. حتى لو أنفقنا معظم اليوم في رفض وتبشيع هذه الإمكانات.
تعقيد الإنسان يشرع له التبرير. فهو المبرِّر، وهو الذي يفعل ما يشاء ويقنع نفسه بضرورته.
إذا شئنا أن نخلع أسمال المجتمع، ونحقق وجودنا الفريد، سوف نلتزم بأمر واحد حتمي: كل الأفعال ممكنة، عندنا وعند غيرنا. كل فعل في الوجود مبرَّر، وهو لا يمكن أن يكون فعلا إلا بعد أن يكون تبريرا.
الإنسان يبدأ حياته الفكرية بحقيقة مظلمة: إنني موجود، ولم يأخذ أحد رأيي في أن أكون موجودا أو لا. ولو بدت هذه الكلمات متناقضة، فإن الإنسان هو هذا المتناقض أبدا. يؤمن أولا بأنه موجود بلا مقدمات، ثم يمارس وجوده. التبرير هو تعبير الإنسان عن حرمانه من تبرير وجوده!
في مجتمع إنساني خاضع لقانون الفعل والجزاء، سيصير كل فعل إما مقبولا أو مرفوضا، والذي سيحدد هذا القبول أو هذا الرفض هو واحد من هذا المجتمع؛ أي هو إنسان. وفي سلسلة غير بسيطة من الفعل والعقاب سيستنتج المجتمع أن هذا الفعل مرفوض، سواء أكان "غير أخلاقي" أو "مؤلما" أو "نشازا"، وسيكون العكس صحيحا.
الوحل "الزائف" الذي نعيش فيه نهارنا وليلنا ينمحي في لحظات قليلة في اليوم، ساعة قبل النوم واحدة منها، إذ نكتشف أننا (ننزع ثيابنا القديمة). احفظوا هذا التشبيه جيدا. 

من السهل تبرير الأفعال "المألوفة": سأسبح اليوم أمام الناس. فمن ذا الذي سينهاك عن السباحة -هذا الفعل المقبول- ولو كان كارها؟ لكن من الصعب تبرير الأفعال "غير المألوفة": سأسبح اليوم عاريا. لأن سلسلة من التناقضات انتهت برفض هذا الإمكان.
في غرفتك، قبل أن تنام، ربما لن تجد حرجا في النوم بلا ملابس، ستبرر نومك عاريا بأن لا أحد يراك. هذا يشير إلى أنك "الآن" صرت موجودا "حقيقيا".
ماذا عن وجودك بين الناس؟ إنه زائف؛ لأنك ببساطة لن تملك كل اختياراتك.

في دم الإنسان، تسبح المبررات.
أي فعل ممكن.
وأي تبرير ممكن.
سأقتل طفلا لأبقى قويا.
سأتجنب الأقوى لأنني خائف.
سأغني لأرتاح.
سأصلي لأرتاح.
سأكفر لأرتاح.
سأنتقم لأرتاح.
وحتى الموت،
سأموت لأرتاح.

لكن هل جرب ميت راحة موته؟!


22‏/10‏/2015

اختصار


لقد صلّيت. تشهد عليّ المساجدُ والكنائس والمعابد والصّمت المكابدُ والتقيّؤ المستمر لكلّ فرص النوم..
لقد صلّيت. تشهدُ عليّ الساعةُ الثانية بعد آخر دمعةٍ كنت أناجي بها وجهًا لا أعرفهُ تمامًا..
في النهاية..
عرفتُ أنني وخلال انتظارك.. كرهتُ انتظاركَ وأحببتُ الله!

يتم التشغيل بواسطة Blogger.