14‏/09‏/2015

انتقادات بالجملة (1).



كان عليّ منذُ البدء. منذُ أن قتلتَ حبي عن طريق الخطأ كما تقولُ ولا تعتذر أن أتخلّى عن كلّ هذه الهزالةِ وأتحرّر ولكنني الآن وصلتُ إلى مرحلةٍ بائسةٍ فأنا أمٌّ لطفلين من رجلٍ لا أحبُّه!

مشكلتكِ أنك تُعزين جمال النّساء وأناقتهنّ لغرض الإيقاع بالرّجال. يا صديقتي، أن يقع الرجلُ في حبّ امرأةٍ ليس تعبيرًا دقيقًا.
لا بدّ أن يطير على أقلّ تقدير. وحتى تكون أنثى حقيقيّة لا يجب أن تخطط لكلّ هذا!


لقد قلتُ أمامك "آه" مراتٍ لا تُحصى. أعرفُ جيدًا أنك لا تملكُ تقنيةً ناجعةً لتخفف عني. ولكنني لم أكن أعتقدُ أنك بخيلٌ بما يكفي حتّى لا أسمع صداها في داخلك.


إنك تعيشُ في وهم الماضي الذي جمعنا يومًا على مقعدٍ خشبيٍ في حديقةٍ عامة. الماضي أصبحَ شاذًّا، المقعدُ لم يعد لنا والحديقة صارت لفقيري المأوى وليس للعشاق الذين يجدون الأوطان بسهولة. لذلك.. توقّف عن إهدائي الأغنيات الحزينة عبر الإذاعة وإرسال العبارات المُشبعة بالحنين. إنني أزهرتُ بطريقةٍ تمنعني من العودة نحو يباسكَ ولا بدّ أن تزهر أيضًا!


وعندما أرقصُ حولكَ فإنني لا أقصدُ إغراءك أو جرّكَ نحو قبلة. في الحقيقة إنني لا أراكَ أبدًا. أكونُ مشغولةً باكتشاف الفراغ المحيط بي وبتجديد ربيع الحبّ بيني وبيني. إنني لا أنتقصُ من رجولتك حتمًا لكنني أدعوكَ أن ترقص معي ذات مرة وألا تتخذ موضع المتفرّج الذي ينتظر فرصته العاطفية بسذاجه!


البحرُ الهائجُ والحظُّ العاثر كما تقول العجائزُ لا دخل لهما في غرق مركبنا يا عزيزي. إننا سؤولان عن كلّ هذا وعلينا الآن أن نتنفس تحت الماء وننجو، وعندما نصل إلى البرّ سوف نتجادل كثيرًا وسوف نقرر إن كنّا قادرين على الإبحار مرةً أخرى!


لم يكن مطلوبًا منك أن تحبّني كذبًا. كنتُ أفضّلُ ألا تُعيرني اهتمامك في تلك الليلة على أن تقدّم لي زهرة وتمنع عني الماء في المقابل وأنت تدرك أنني حزينةٌ وجافّة.


إن كنت تريدُ السّفر قبل أن نلتقي فأنا لستُ مستعدةً أن أتعرّف عليك في الغربه!

لا يهمّني أن أعرف تفاصيلك فإنّ شكلك العام لم يعجبني. إنك تتحرك بطريقة متكلّفة، ومن ثمَّ هل هناك طفلٌ مجنونٌ يأكل "الكُنافة" بالشوكة؟ هذا يعتبر دليلًاعلى أنك ستوبّخني إن لطّختُ وجهك بالشوكولا ذات مرة. وإن هذا لا يناسبني. وبالمناسبة إن العصير الذي طلبتَهُ لي لم يعجبني أيضًا.

لم يكن اختلافنا ليُسبّب مشكلةً لو أننا ناقشناه منذ البداية وأحببناه واشترينا له المثلجات. لكننا تركناه يتسوّل طويلًا في شوارع خطيرة. يبيعُ المناديل المعطّرة وينظف الأحذية ويختلط مع تجار المخدرات ويقبّل في الأزقة المظلمة ومن ثم ينكر لون الحمرة على شفاهه. إننا لم نؤمن بقدرته وبإمكانية أن يتحوّل إلى سبب مدهشٍ لنعشق بعضنا أكثر. لقد فسد الآن لدرجة عجزنا عن إصلاحه وصار عبئًا ثقيلًا، فلنتابع كيف ينقلب علينا ويقتلنا. وليمت حبّنا بصمت وهو راضٍ بالنار التي نستحقها عن جدارة. وأن نستحق النار عن جدارة فهذا بحدّ ذاته إنجاز!


وحين أرتدي الفستان الأسود أصبح جميلةً بطريقةٍ تعجزُ فيها عن إحاطة أنوثتي بالكامل. عندها أفضّلُ صمتنا الطويل واشتراكنا في أكل فطيرةٍ من الزّعتر ومتابعة نملةٍ صغيرةٍ تتمشى على ذراعك!


لم تكن بدايةً ولم تكن نهايةً أيضًا. وقفتَ في المتتصف ورحتَ تتفرجُ على حوادث ارتطامي المتكررة بجدارك. لا يقهرني ألمي ولكن يقهرني عجزُ سقوطي المستمر عن إحداث طاقةٍ للنور في داخلك!


لم تكن أم كلثوم التي لا أحبها كثيرًا مخطئةً حين سألتك بحزمٍ وهي تهزُّ بدنها ومنديلها " إنت عارف ئبل معنى الحب إيه؟" لكنني كنتُ أرجو أن تكون شجاعًا بما يكفي لتوجّه لها ذات السؤال!




0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.