24‏/03‏/2016

تفاصيل (7)~ تبّا وحبًّا لك.



أنفي ممشوقٌ تمامًا، ولو أنني وضعتُ محور تناظرٍ في منتصفه لتطابقت جهةُ اليسار مع اليمين، لذا أنا مستعدةٌ لاستقبال رائحتك، لإدراك وجعك، للبكاء الطويل المؤلم، ولمعرفة أيّ زهرةٍ سيختارها ربيعك.
وإنني أفكرُ أن أغلي بحرًا من البُنّ وأستمتع بجزر "الهال" التي تطفو فوقهُ وتتباهى، وأنتظر حلول العمر المناسب حتّى أروي لك بعض الأشياء السخيفة التي لم تمتلك الوقت الكافي حتّى تسمعها، وحتى تدركَ أن كل هذا الضباب العطريّ لن يطغى على رائحة جلدكَ بعد السّفر الطويل، وخوض المنافي..

وإذ تسيرُ الساعةُ نحو العاشرة مساءً، فإنني أستقيمُ على سجادتي الدمشقيّة، أمسدُ شعرها الكثّ بيدي، ثمّ أرفعُ بصري نحو السقف الأجرد، وأزرعُ مشنقةً من الزهور، وأتخيّلُ أن عصفورًا يتدلّى منها وهو يبتسم، ربّما لأنهم ما استطاعوا أن يحرموه من إطلاق تغريدته الأخيره، سيكونُ من الجيّد -انفعاليًّا-أن أنتفض وأصرخ، أليس كذلك؟ أن أحلّ العقدة وأدفنهُ في حديقتي، أو تحت بلاط غرفتي، لكنني أدركُ سعادتهُ، وأعرف أن العصفور يهوى العلوّ، ولن يكون عادلًا أن أقولَ إنّ " إكرام العصفور دفنه".
أنا هكذا يا حبيبي، سأودّ إذا ما رأيتني معلّقة على ناصيةٍ أو شجرةٍ أو بندقيةٍ ألا تحزن كما يفعلون، وألا تقول أنني رحتُ هباءً من أجل انفعالاتٍ سخيفةٍ، أو قضايا حمقاء، بل اتركني وتأمّلني بهدوء واعلم أنّ "طيراني كان حَسَنًا"، وكانت غايتهُ النبيلة هي الوصولُ إليك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.