17‏/04‏/2015

محاولةٌ لترتيب الظل



لي من الظل ما يكفي
لي ظلال تطل من النافذة
وترى بنت الجيران تداعب ركن الكرسي ثم تنام.

لي ظلال تنام على غيمة
تسمع الأنبياء وبعض الملائكة الفارغة. يحتسون النعيم.

لي ظلال تسير على ظل عابرةٍ
تتسلق أسوار البرتقال 
وتكسرها الرائحة.

لي ظلال تطير مع الدُّوري
وتجرب كيف ترى امرأة في حوش البيت تحاول أن ترقصْ
وتجرب كيف تُصاب بوسواس الدوريِّ القهريّ
كيف يدمن أن يتسكع فوق الجدارن الصدئة
كيف يشبع من أنثى
مثلما نحن نشبع من طائر.

لي ظلال تقرأ ما أكتب
تسمع ما أكتب
كلها غير معجبة بي
فتزرّرُ آذانها، وتسمّر أعينها، وتصفّق!

لي ظلال تغني لي أغنيةً قبل النوم 
جنسيةً..
ألتقي فيها بفتاة عارية، شعر إبطيها يتسلقني.. 
فأنام.

لي ظلال حديدية 
لونها مثل لون الرماد.. 
وملامحها كملامح طعم الليمون الحامض.

لي ظلال تلاصقني
وظلال تلاحقني
وظلال تسابقني
وظلال تسايرني
وظلال تضاحكني
وظلال تلاعبني
وظلال تشاجرني
وظلال بلا عمل. 
وظلال لها عملٌ، أن تكون بلا عملٍ.
وظلال لها عملٌ، أن تظل بلا عملٍ.
وظلال لها عملٌ، أن تموت بلا عملٍ.

لي ظلال خارج الأرض
تشاهد عرض السيرك الأخير
وترى الأشياء مرتبةً
تتطاير في ماءٍ أسودْ.

لي ظلال داخل الأرض
ترى الطرقات الخاوية
في كل مكان يغلي إنسانٌ
لم يخرج بعد من القتل الأولْ
والشمس يغطيها مطر من غِربانٍ أسودْ.

لي ظلال ترتدي الزُّرقة
وتسيل بحارا 
تتعرّى فوق الشطّ
تستمني، تقذف أسماكا زرقاءَ تطير فيلقفها فم غيمة.



لي ظلال تنتظر
[يدها في فمها 
فمها في يدها] 
تنتظر
[يدها في يدها 
فمها في فمها] 
تنتظر
تنتظر..

يتم التشغيل بواسطة Blogger.