16‏/01‏/2016

العادة السرية في 2016


إذا شئنا أن نبدأ بالأخبار الجيدة، فإن موضوع العادة السرية masturbation يحظى بسمعة جيدة في المجال العلمي، فالدراسات الحديثة تؤكد أن العادة السرية طبيعية [1]، بديل آمن للمارسات الجنسية ذات الخطر الكبير (الجماع غير الآمن) [2]، عامل تنبؤ مهم بالسعادة والصحة الجنسية [3]، وسلوك ضروري للتعرف على أجسادنا ولتكون استجاباتنا الجنسية مألوفة لدينا [4]، وهناك بعض الأخبار التي تعزو إلى الاستمناء دورا في التقليل من خطر الإصابة بسرطان البروستات prostate cancer.
وبالعكس، ثمة مصادر تؤكد ارتباط الاستمناء بزيادة خطر الإصابة بسرطان البروستات [5]، لكننا لم نزل هنا في الأخبار الجيدة. من الأخبار الجيدة أيضا أن الناس بدؤوا يتساءلون عن المنافع والأضرار "الطبية" لهذه العادة، ويستنكرون على من يزعم أن لها آثارا مضرة بالصحة، وفي أحسن الأحولا يبحثون عن الجذور التطورية لها باعتبارها سلوكا جنسيا حيوانيا لا يتوقف على الإنسان وحده.

لكن العادة السرية، كأي سلوك عالمي، قد أحيطت تاريخيا وثقافيا ودينيا بالكثير من التحفُّظات، وأحيانا الحماقات. فهي لم تزل إلى هذه الأيام موضوعا للوصمة stigma والتقريع الديني [1]، وقد كان يُعتقد أنها تقود إلى العمى، والضعف الجنسي، والجنون. وقبل القرن العشرين، حذَّر الأطباء لمائتي عام من أمراض كثيرة تسببها ممارسة هذه العادة [2]
كان يُظن أن مبرر هذه المواقف السلبية هو الغموض الذي أحاط بالعادة السرية كنشاط شائع. وكالعادة الغموض يسمح للأسطورة باللعب. فمع غياب الأدلة العلمية، سيطرت الأراء الشخصية المتنوعة وقد اتفقت على إقصاء هذا السلوك ورميه بالذنب والعار والعصيان. من الأخبار السيئة أن هذه الآراء لم تزل سائدة.

دراسة حديثة [5] (2008) تربط بين ممارسة العادة السرية في العشرينات والثلاثينات من العمر وزيادة الإصابة بسرطان البروستات (بعكس ممارستها في الخمسينات التي قد تقلل من خطر الإصابة)، لكن العادة السرية ليست المتهم الوحيد في هذه الدراسة، فالأرجح أن السبب هنا هو (هذا الترجيح ليس تحيزا، هناك دراسات تؤكد عدم وجود علاقة بين معدلات القذف ejaculation وسرطان البروستات [6]) الاستعداد الجيني genetic predisposition ومعدلات الأندروجين androgen العالية الناتجة عن زيادة النشاط الجنسي.

ولإلقاء نظرة عامة على الأرقام المتعلقة بالعادة السرية، سننتقل إلى الجانب الإحصائي (الدراسات مرتبا زمنيا).
* كمتوسط، الذكور يبدؤون ممارسة العادة السرية عند سن 15، والإناث عند 13سنة. [1، المرجع الثانوي هو Pinkerton, Bogart,Cecil, & Abramson, 2002]
* عموما -وفي كل الدراسات التي تمكنت من قراءتها- تبقى نسبة الذكور الذين يمارسون العادة السرية أعلى بكثير من نسبة الإناث [1]
دراسة أميركية (1992)، في الفئة العمرية من 18 إلى 60 سنة: 61% من الرجال، 38% من النساء مارسوا العادة السرية في السنة السابقة لوقت الدراسة [7].
* في دراسة فرنسية (Béjin, 1996):  في الفئة العمرية 18-19 نسبة الفتيات اللاتي مارسن العادة السرية كانت 34%، زادت هذه النسبة إلى 38% في الفئة 20-24 عاما [4]
* في دراسة على 11,161 بريطانيا (4762 رجلا، 6399 امرأة) في 2008، وُجد أن 95% من الرجال و72.1% من النساء مارسوا العادة السرية في وقت ما من حياتهم. وفي المقابل، 28.8% من النساء وفقط 5.4% من الرجال لم يمارسوا العادة السرية أبدا. في هذه الدراسة، ثمة ارتباط قوي بين معدل ممارسة العادة السرية والمستوى التعليمي الأعلى، الجنس الأبيض، الرتبة الاجتماعية، والمعاناة من مشاكل جنسية [2]
* في دراسة على 3687 امرأة من المجتمعات البرتغالية (2012): 91% مارسن العادة السرية في وقت ما من حياتهن، 87.7% في السنة السابقة، 63% خلال الشهر الماضي. ومن هؤلاء، 65.4% بررن ممارستها بالحصول على اللذة الجنسية، 31.9% للتغلب على التوتر النفسي، 20% ليستطعن النوم بسهولة [4]

ولا أدري ما سبب انعدام دراسات العادة السرية في الشرق الأوسط عموما؟ لكن يجب أن أعترف بأنني لم أبحث جيدا. وعلى كل حال، إن العقبات الاجتماعية والثقافية التي تواجهها الدراسات العلمية في هذا الجزء من العالم لم تزل قوية، خصوصا ما يتعلق منها بالعالم الأنثوي. فإذا تصورنا أن معظم الدراسات التي ذكرتها هنا تمت عن طريق المقابلات الشخصية face-to-face فلنا أن نتخيل كيف سيتم الأمر عندنا. وللتنبيه! بعض الدارسين يرى أن دراسة مثل هذه الموضوعات يُفضل أن تكون إلكترونية online، لأن أخذ المعلومات عن طريق المقابلة قد يؤثر على دقتها ومصداقيتها بسبب كونها شخصية وحساسة.. وسرية غالبا. 

يتبقى الجزء الأخير، وهو عن التأثيرات الصحية المنسوبة إلى العادة السرية بلا أية أدلة علمية. يجب التذكير هنا بأن آراء الأطباء لا تمثل بالضرورة نتائج دراسات علمية محترمة. فقد يتأثر الطبيب بديانة أو ثقافة أو عُرف معين ويبني رأيه عليه. حتى أطباء المسالك البولية والأعضاء التناسلية قد يربطون "سريريًا" بين ممارسة العادة السرية وبعض المشكلات الصحية، لكن هذا إذا حدث فليس بسبب العادة السرية وحدها، بل بسبب عوامل أخرى نسبية تختلف من مريض إلى آخر (مثل إساءة الاستعمال، الإفراط، الوسواس القهري، إهمال النظافة).  

يتساءل الكثيرون عن علاقة ممارسة العادة السرية بالإصابة بأمراض كالعمى، تدهور الذاكرة، الضعف الجنسي، العقم، سرعة القذف، انحناء القضيب، حب الشباب، نقص المناعة، الاكتئاب، الهزال، البرود الجنسي بعد الزواج... إلخ من المشكلات التي ألصقت بهذا السلوك الجنسي جهلا بُغية تدنيسه والتخويف منه لإديولوجيات مذهبية دينية أو اجتماعية. وفي الواقع، يجب أن يكون المُجيب حذرا في هذه الحالات، فالإجابة بـ "لا" قد تقنع البعض بالإفراط في ممارستها، والإجابة بـ "نعم" قد تحرم البعض من لذة جنسية آمنة إذا استُعملت باعتدال. لكن، لأن هذه الأمراض باتت ترعب الشباب الممارسين أو الذين يحتاجون إلى ممارستها، يجب التذكير بأن الأبحاث العلمية الحديثة ترى أن العادة السرية آمنة تماما وصحية إن لم تكن تسهم في تحسين الصحة البدنية والجسدية [المراجع: 1-4]. فلا هي تسبب العمى، ولا العقم، ولا أي مرض نفسي [8]، ولا هي تسبب البرود الجنسي بعد الزواج [4]، وكل هذه مجرد أساطير شعبية يتناقلها الخائفون المقهورون المغلوبون على أمرهم. 

يتبقى توضيح أخير. قد تكون كل هذه الهالات السوداء التي تحيط بموضوع العادة السرية مُنتَجا متوقَّعا لمشاعر الذنب والتوبيخ والرغبة في التوبة والانتهاء التي تعقب ممارستها. فلطالما خاف البشر من هذه المشاعر وتجنبوا الأعمال التي تؤدي إليها وحرموها. ولئن شئنا البحث في أسباب هذه المشاعر السلبية فليس أسهل من اتهام أنماط التربية -ليس الشرقية فحسب، بل حتى الغربية- التي تنهى الأطفال عن فعلها وتعاقبهم أشد العقاب إن فعلوها. 

أخيرا، العادة السرية في 2016 ليست هي نفسها في القرن الثامن عشر. فالكثير من الدراسات سُخرت لبحث هذا السلوك الذي ظل مذموما ومتهما إلى عهد قريب حتى بدأ عالم الأحياء الأميريكي ألفريد كينزي في أربعينات وخمسينات القرن العشرين بنشر أبحاثه عنها. وليس بغريب أن يختم  Michael Ashworth أستاذ علم النفس والكاتب في موقع psychcentral.com إحدى مقالاته عن العادة السرية بعبارته الواثقة: "إذا كنت والدا وتخشى أن يمارس ولدك العادة السرية، فاخش عليه إن كان لا يمارسها" [8]


15‏/01‏/2016

نظرية إدارة الخطأ: بين شهوة الذكور وتمنُّع الإناث



للرسام السويسري المعاصر Till Rabus
القارئ المتابع لجديد نظرية التطور سيكتشف يوما بعد يوم السر العظيم وراء الإنسان الحديث. سلسلة طويلة جدا من الحيل التطورية ساهمت دائما في حل مشكلة البقاء. الكثيرون من البشر هلكوا لأنهم لم يكونوا جديرين بدخول لعبة الحياة، والكثيرون عاشوا وهم باقون الآن فينا. لعبة خطرة كهذه -حيث قوانين الطبيعة لا يمكن أن تتغير- سيكون المتغير الوحيد فيها هو الكائن الحي، لذا فليس بغريب أن نكتشف أننا لم نزل نفكر بالطريقة التي فكر بها الأسلاف قبل آلاف السنين، لسبب بسيط جدا هو أننا لا نملك آلية أخرى تضمن لنا أن نتكيف كما تكيفوا وننجح في نقل مورِّثاتنا إلى الأجيال القادمة كما فعلوا. 

تنبيه! قرأت في الأيام الأخيرة مقالة جديدة (2014) لعالم النفس التطوري David Buss يفرق فيها بين نجاحٍ بقائي survival success وآخر تكاثري reproductive success ويذكر أن المحرك الرئيس لعملية التطور بالانتخاب هو النجاح التكاثري لا البقائي. وعلى سبيل التبسيط، قد يعني النجاح التكاثري في حالة من حالاته إخفاقا معينا في النجاح البقائي (النشاط الجنسي ونظرية الطفرات المتركمة - راجع هذه التدوينة). [1]
هنا قد تتغير النظرة العامة للتطور ثم للإنسان، فبعد أن يكون الإنسان مجرد مخلوق بلا إرادة يسعى لأن يبقى عن طريق التكيف مع الحر والبرد وظروف الحياة، سيصير كائنا مُريدا ومختارا يسعى لأن يبحث عن الحب ويتكاثر ويربي ويؤسس المجتمعات.

هل حقا يبالغ الذكور في تفسير نوايا الإناث الجنسية؟ ولم يفعلون هذا؟ 

هذا سؤال يبدو مربِكا. لكن يسهل القول: نعم، الذكور مخلوقات شهوانية وترى الجنس في كل شيء، والإناث متحفِّظات وخائفات دائما. وبالنظر إلى اللوحة في الأعلى، إن الفنان الذي أبدعها ذكر! 

إذا كانت هذه هي الإجابة، فإن ثلاث فرضيات قد قُدِّمت لتفسير هذه الظاهرة، وهي:
أ. فرضية المبالغة العامة في الجَنْسَنةgeneral oversexualization hypothesis : الذكور يميلون إلى تقييم النوايا الجنسية لدى الذكور الآخرين ولدى الإناث أعلى من الإناث، الذكور يميلون إلى المبالغة في جنسنة العالم! لأنهم رُبُّوا اجتماعيا ليكونوا جنسيين بعكس الإناث اللاتي رُبين ليكن خجولات (Abbey, 1982, 1991).
ب. فرضية الوسائط media hypothesis: الذكور معرَّضون للصور الشائعة التي تصور الإناث خجولاتٍ ومقهورات بالرغبة الجنسية.
ت. فرضية  النموذج الافتراضي default-model hypothesis: الذكور يتفوقون على الإناث في الرغبة الجنسية ويستعملون رغباتهم كمقياس خاطئ لرغبات الإناث (Marks & Miller, 1987).

ولأن الفرضيات الثلاث السابقة تفتقر إلى دليل علمي يدعمها، تحاول الدراستان المنشورتان [2] في مقالة واحدة عام 2001 لأستاذي علم النفس David M. Buss و Martie G. Haselton الإجابة على هذا السؤال بتقديم نظرية إدارة الخطأ Error Management Theory - EMT. هذه النظرية ترى أن "الآليات النفسية مصممة -بطريقة قابلة للتنبؤ- لأن تكون متحيِّزة عندما لا تتماثل تكاليف الأخطاء الإيجابية الكاذبة false positive والأخطاء السلبية الكاذبة false negative على طول التاريخ التطوري". 

قبل أن نستعرض مقدمة ونتائج الدراستين، سنحاول تحليل النظرية. في علم الإحصاء هناك نوعان من الخطأ: إيجابي كاذب، وسلبي كاذب. يحدث الخطأ-1 عندما نفترض وجود شيء غير موجود، ويحدث الخطأ-2 عندما نفترض غياب شيء موجود. وهكذا ببساطة، عندما يصفِّر جرس إنذار الحريق في حالة غياب الحريق يكون قد وقع في الخطأ-1، وعندما لا يصفِّر في وجود الحريق يكون قد وقع في الخطأ-2. 

هذه النظرية تفترض أن الأخطاء المعرفية تنتج عن التحيزات التكيُّفية adaptive biases الموجودة حاليا لأنها أدت إلى ميزات متعلقة بالبقاء والتكاثر في الماضي. وانطلاقا من هذا الفرض تقدِّم فرضيتين لشرح نوع من التحيُّزات: مبالغة الذكور في إدراك نوايا الإناث الجنسية، وللتنبؤ بنوع آخر: تهاون الإناث في إدراك التزام الذكور. 


دعونا نقرأ هذا السيناريو الذي سيوضح الصورة العامة للفرضيتين، وللفرضية الثالثة أيضا... 

(يخرج نعيم من المقهى بعد احتساء كأس من القهوة الأميركية المعتدلة، يسترخي في الهواء النقي ويلمح فتاتين، إحداهما تعبر الطريق أمام المقهى، والأخرى نظرت إليه قليلا ثم واصلت القراءة. بدأ نعيم يحاول التقرُّب إلى الفتاة التي تقرأ؛ لأنه أحس بانجذابها إليه. وعندما وقف بالقرب منها وقال بعض الكلمات الرقيقة، صُدم بإعراضها عنه ومغادرتها المكان!
عندما عاد نعيم إلى البيت وجد مشكلة. أبوه يضرب أخته بتهمة نومها مع صديق لها، فغضب نعيم ودافع عن أخته مُدَّعيا أنها ربما تكون مظلومة).

أعترف بأنه سيناريو بارد وفاشل! لكنه قد يساعد في توضيح الفرضيات الثلاث لنظرية إدارة الخطأ. فأولا، مبالغة نعيم في تفسير نظرات الفتاة وإعطائها معنى جنسيا، وثانيا، تشكيك الفتاة في التزام نعيم وهروبها منه، وثالثا، تصحيح نعيم لنوايا أخته الجنسية. 

1- فرضية تحيُّز الإدراك الجنسي المبالغ فيه sexual overperception bias: الذكور لديهم تكيفات لقراءة النوايا قد صُممت للتقليل من تكاليف costs الفرص الجنسية الضائعة عن طريق المبالغة في استنتاج وجود النية الجنسية. الأسلاف الذين مالوا إلى ارتكاب الخطأ-1 (افتراض وجود نية جنسية في حال عدم وجودها) دفعوا ثمنا قليلا أثناء مطاردة جنسية فاشلة، ربما أضاعوا أوقاتهم أو خسروا جهدا كبيرا في التغزل. أما الأسلاف الذين ارتكبوا الخطأ-2 (افتراض عدم وجود نية جنسية في حال وجودها) دفعوا ثمنا باهضا لأنهم فوَّتوا فرصة جنسية ومن ثم فرصة تكاثرية = موقف نعيم من نظرة الفتاة. 

كان تقييم الذكور في الدراستين للنوايا الجنسية لدى الإناث أعلى بشكل دالّ من تقييم
الإناث لنوايا الإناث الأخريات، وأعلى أيضا من تقييم الإناث لأنفسهن.

 هذه النتائج تؤكد تنبؤات الفرضية 1.
2-  تحيُّز التشكيك في الالتزام commitment-skepticism bias: الإناث لديهن تكيفات لقراءة النوايا قد صممت  للتقليل من تكاليف الالتزامات الكاذبة عن طريق التهاون في استنتاج وجود نية الالتزام عند الذكور. إناث الأسلاف اللاتي استنتجن وجود نية الالتزام عند الذكر عندما لم تكون موجودة (خطأ-1) تحملن أعباء أكثر من اللاتي استنتجن عدم وجودها عندما كانت موجودة (خطأ-2). ففي الحالة الأولى تدفع الأنثى ثمنا باهضا نتيجة علاقة جنسية مع ذكر غير ملتزم: حمل في غير وقته، تشويه للسمعة، تدنّي القيمة التكاثرية، وأضرار تلحق بالطفل في غياب الأب المستثمر. أما في الحالة الثانية فربما تفوِّت الأنثى فرصة إقامة العلاقة مع بضعة ذكور صادقين ومخلصين لكنها ستبقى في منجاة من عواقب الخطأ الأول = رفض الفتاة محاولات نعيم. 
كان تقييم الإناث لنوايا الالتزام عند الذكور أقل بشكل دالٍّ من تقييم الذكور
لنوايا الالتزام عند الذكور الآخرين، هذه النتائج تؤكد تنبؤات الفرضية 2. 
3-  تصحيح نوايا الأخوات the sister correction: الذكور لديهم تكيفات لقراءة النوايا قد صممت لقراءة نوايا أخواتهم الجنسية بشكل صحيح (بدون مبالغة!). قد يكون الذكور الذين لاحظوا حزن أخواتهم اللاتي فُسِّرت نواياهم الجنسية بشكل خاطئ (اغتُصبن من قِبل ذكور بالغوا في إدراك نواياهن الجنسية) أقدر على حماية حقوقهن في الاختيار وحماية سمعتهن. أما الذكور الذين عمموا إدراكهم المبالغ فيه للنوايا الجنسية على كل الفئات –حتى الأخوات- فيمكن أن يكونوا أخفقوا في حماية مصالح أقاربهم = نعيم يدافع عن أخته. 
إدراك الذكور لنوايا أخواتهم الجنسية كان أقل بشكل دالّ من إدراكهم لنوايا الإناث
الأخريات، هذه النتائج تؤكد تنبؤات الفرضية 3.
مراجع: 

13‏/01‏/2016

لا كونشيوس: مزبلة الوعي (5)



للنحات البريطاني Marc Quinn، المصدر

هل أنا أستيقظ أم أنام؟!
هذه المخدة، من وضعها هنا؟
ساعة يدي في رجلي
يا إلهي، لم هذا الفراش قاسٍ؟
غرفتي مظلمة. لا أدري متى يحل المساء
لون دِثاري أزرق. نعم، هو أبيض
إنني أرتدي حذائي. أوه، لم أخلعه أصلا
هل أنا عريان؟
لا. هاهي ملابسي
لكنني كنت كذلك
زميلة العمل كانت هنا
عريانة أيضا
المدير ناولني دجاجة وأمرني بإغلاق المحل
هاتفي في جيبي
أقسم إنه كان في الدرج
المكان خاوٍ
وأنا لست هنا.

11‏/01‏/2016

لا كونشيوس: أيها المثالي، كيف تفكر؟ (4)


الفنان الأسباني سلفادور دالي
ما هذه الأغلال التي صنعتها من جسدك؟
ما هذا الحُطام الذي تسكنه؟
كيف تتنفَّس وأنت تمضغ كل هذه الكلمات؟
عن الحياةِ اسأل ذلك الطفل
استنطق صمت تلك العجوز
نم.. وسترى الحياة

ما دمت فاتحًا عينيك فإنك لا ترى سوى نفسك
ما دمت مصغيا فإنك لا تسمع إلا أحاديثك
ما دمت متيقظًا فأنت تتوهَّم

علامَ سكوتكُ بين المارَّة؟
هل تنتظر أن ينطقوا عنك؟
هل ترجو أن يعلنوا أفكارك؟
هل سيلتفت أحدهم إلى خطواتك الوادعة ويصنع لك تمثالا؟

اصرُخ.. هيا اصرخ
بأعلى صوتِك
بقدر استطاعتك
بأقصى جهدك
نادِ الباعةَ باللعنات
تجاوز طوابير المثاليين المساكين
حطِّم أغلالهم كما حطمت أغلالك
صرخة واحدة تكفي لإبادة هذا الحُطام

اشرب ماءَ وجهك وتجشَّأ كلماتك!



يتم التشغيل بواسطة Blogger.