07‏/06‏/2016

نظرية محاكاة التهديد: هل من الضروري أن نحلم؟

by Jennifer Saucier
لعلك تساءلت ذات ليلة، بعد الاستيقاظ من حلم لذيذ مليء بالخيالات الدافئة والمشاهد الملونة السارَّة، قائلا بنوع من الأسف: لماذا كنت أحلم؟ لماذا لم يكن هذا حقيقة. ثم في طريقك إلى العمل قررت أن توقف سيارتك جانبا وتفكر: لماذا الأحلام؟ هل الأحلام ضرورية لحياتنا؟ 
في هذه التدوينة جمعت لك الكثير من محاولات العلماء للإجابة على سؤالك، وبرغم طولها سأتوقع أنك لن تمل القراءة إذا أردت حقا أن تعرف سبب أحلامنا ومدى قيمتها بالنسبة لحياتنا العقلية والجسدية. 
الحلم هو الصور أو الأفكار أو المشاعر التي نعيشها في المنام . وبرغم وجود الكثير من النظريات التي تجيب على سؤال: لماذا نحلم؟ أو تفسر وظيفة الأحلام، لم يُجمع العلماء إلى الآن على نظرية واحدة. فبعض الباحثين يرون أن الأحلام لا أهمية لها، ويرى بعضهم أنها مهمة للصحة العقلية والجسدية [1]. 
يقترح إرنست هوفمان (مدير قسم أمراض النوم بمستشفى نيوتون ويلسلي، بوسطن) أن "الوظيفة المحتملة -مع أنها ليست مُثبَتة- للأحلام هي إدراج البيانات الجديدة إلى الذاكرة بطريقة تقلل من اليقظة الشعورية وهي أيضا تكيُّف يساعدنا على التأقلم مع الصدمات والأزمات" [1]. 

الإله (مورفيوس) والإلهة (آيريس)
هناك الكثير جدا من الرؤى الاجتماعية التي انتشرت بين الحضارات مفسِّرةً الأحلام وباحثة في مدلولاتها الدنيوية والأخروية وآلياتها. في الميثولوجيا اليونانية، مثلا، يظهر إله الأحلام (مورفيوس) ابن إله النوم (هيبنوس) للناس في نومهم. لدى مورفيوس موهبة عجيبة وخاصة. فهو يستطيع أن يتمثَّل في أي شخص ذَكَر. يخترق الحُجُب ويتجلَّى للناس بملابس ووجوه وأصوات الأشخاص الذين يعرفونهم [*].
في حضارتنا الإسلامية، وبقراءة بعض محاولات ابن سيرين والنابلسي، يعود سبب الأحلام إلى الله أو الشيطان، فالحلم الجيد من عند الله والحلم الشرير من عند الشيطان. وتحمل الأحلام غالبا تنبُّؤات بأحداث مستقبلية أو إشارات إلى حالة حاضرة أو حدثٍ ماض. فمثلا إذا رأى الرجل في منامه "فِراشًا" فإن هذا الفراش قد يكون امرأته، وهكذا إن كان الفراش في حالة جيدة فهذا يعني أن المرأة صالحة، والعكس [**].
فدعنا الآن نقرأ محاولات العلماء...


نظريات.. نظريات [1]:
 1- نظرية التحليل النفسي للأحلام [2] Psychoanalytic theory of dreams:
حسب مدرسة التحليل النفسي، زعم فرويد (1900) أن الأحلام هي تمثيلٌ للرغبات والأفكار والدوافع اللاواعية unconscious. فسيغموند فرويد رأى أن الناس مدفوعين بالغرائز العدائية والجنسية التي تُكْبَت تحت رقابة الإدراك الواعي conscious awareness. فإذا كنا لا نستطيع تحقيق بعض رغباتنا والتعبير عن بعض أفكارنا بطريقة واعية، فإن هذه المكبوتات تتجلَّى في أحلامنا. كتب فرويد في كتابه الشهير (تفسير الأحلام) أن الأحلام هي "إشباعٌ مقنَّع للرغبات المكبوتة".
وقسم فرويد محتوى الأحلام إلى اثنين: محتوى صريح manifest content ومحتوى كامن latent content. فالمحتوى الصريح هو كل ما تراه وتعيشه في أحلامك من صور ومشاهد وأفكار فعلية، أما معناها النفسي فهو المحتوى الغامض الذي يفسره المحلل النفسي.
انتشرت أفكار فرويد عن الأحلام بين عامة الناس، ولم تزل إلى يومنا. لكن الأبحاث العلمية أخفقت في تأكيد زعم فرويد أن المحتوى الصريح يقنِّع أو يغطي المحتوى الكامن، أي بحسب الأبحاث العلمية إن ما نراه في الحلم لا يحمل أي معنى آخر غير معناه. 

2- نموذج تنشيط وتخليق الأحلام [3] Activation-Synthesis model of dreaming:
اقترح هذا النموذج لأول مرة (1977) باحث الأحلام والطبيب النفسي آلان هوبسن  J. Allan Hobson وبروفيسور الطب النفسي بجامعة هارفرد روبرت ماكلارلي Robert McClarley. وهذه النظرية هي الأكثر قبولا في الأوساط العلمية [1,4].
وفقا لهذا النموذج، الدوائر العصبية في الدماغ تُنشَّط أثناء مرحلة من مراحل النوم تتميز بكثرة النشاط الكهربي في الدماغ وتسمى (حركة العين السريعة Rapid Eye Movement) أو REM. وفي هذه المرحلة تُنشَّط اللوزة الدماغية amygdala والحُصين hippocampus  وهيأجزاء تتدخل في المشاعر والأحاسيس والذكريات وتقع في الجهاز الطرفي [1].

يصنِّع الدماغ هذا النشاط الداخلي ويفسِّره محاوِلًا إيجاد معنى لهذه الإشارات، وهنا ينتج الحلم. ومن هنا يكون تعريف الحلم بحسب هذه النظرية بأنه تفسيرٌ موضوعي subjective -لكن عشوائي- للإشارات العصبية (لا خيالي، كما في نظرية التحليل النفسي) يقوم به الدماغ أثناء النوم [1].
ومع أننا نفهم من هذا النموذج أن الأحلام هي نتيجة الإشارات المولَّدة داخل أدمغتنا، لا يعتقد هوبسون أن الأحلام بلا معنى. ويقترح بدلا من هذا أن الأحلام هي "حالتنا الواعية الأكثر إبداعا، إذ يحدث فيها أن إعادة التركيب العشوائية الآلية للعناصر المعرفية تنتج ترتيبا جديدا للمعلومات؛ أي أفكارا جديدة. ومع أن العديد من هذه الأفكار أو معظمها تافه، إلا أن وقت حلمنا لن يذهب سُدى إذا كانت بعض نتائجها الخيالية مفيدة حقا" [1].

3- نظريات معالجة المعلومات [5] Information –Processing theories:
إحدى النظريات الأساسية التي تجيب على سؤال (لماذا ننام؟) تقول إن النوم يسمح لنا بدمج ومعالجة جميع المعلومات التي حصلنا عليها أثناء اليقظة. بعض خبراء الأحلام يعتقدون أن الأحلام ما هي إلا منتجات ثانوية by-product لعملية معالجة المعلومات هذه. ولأننا نتعامل مع الكثير من المعلومات والذكريات في اليوم، فإن أدمغتنا أثناء النوم تنشئ صورا وانطباعاتٍ وقصصا للتحكم بالنشاطات التي تحدث في رؤوسنا ونحن نيام [1].
4- إحدى النظريات [6] تقترح أن الأحلام هي نتيجة محاولة أدمغتنا لتفسير المؤثرات الخارجية أثناء النوم. تذكَّر الآن عندما كنتَ طفلا كم مرة حلمت بأنك تسبح في بركة ماء ثم استيقظت فوجدت أنك تبولت في فراشك!
5- نظرية أخرى [7] تقول إن الأحلام هي بمثابة عملية تنظيف لأدمغتنا وتهيئتها لليوم التالي. هل لديك برنامج CCleaner على جهازك؟ الأحلام تؤدي وظيفة مشابهة.

6- بل هناك نموذج [8] يصف الأحلام بأنها نوع من العلاج النفسي، فالحالِم يستطيع ربط الأفكار والمشاعر المختلفة في بيئة آمنة. 

"النائم" لـ Judson Huss
هل عرفت نظريات الأحلام الأكثر شيوعا؟ لا أظنك حصلت على إجابتك. أظنك بحاجة إلى نظرية تخبرك لماذا نحلم في الأصل؟ هل ستكون حياتنا مهددة إذا لم نحلم؟ إذا لم نقم خائفين من حلم مرعب؟

الجزء الثاني من هذه المقالة سيتناول دراستين، إحداهما تشرح الأخرى وتمددها.

صعوبة دراسة تأثير الأحلام في الوظيفة العقلية اضطرت العديد من الباحثين إلى استنتاج عبثية الأحلام، وأنها نتيجة نشاطات عصبية عشوائية [4] random neural activities (كما في النظرية رقم 2). 
فهل نستطيع، وفقا لنظرية التطور، أن نجيب على سؤالنا الأساسي (لماذا نحلم؟). لكن علينا أولا أن نفترض أن الحلم هو تكيُّف adaptation أبقاه الانتخاب الطبيعي لدوره في تحسين اللياقة العامة، أي قدرتنا على البقاء والتكاثر.

* نظرية محاكاة التهديد [9] Threat simulation theory:
النظرية الرائدة في هذا المجال هي ما انتهى إليه الفيلسوف وعالم النفس الفنلدني Revonsuo وفريقه في دراسة عام 2000، حيث استعملوا مبدأ "التهديد التخيُّلي virtual threat" وخلصوا إلى أن هناك حالة من التهديد تنشأ فعلا أثناء الحلم وتساعدنا -عندما نتذكر سيناريوهات التهديد المختلفة التي حلمنا بها- على أن نكون مشغولين بمعالجة التهديدات في العالم الحقيقي؛ عالم اليقظة [4]. هذه النظرية تسمى (نظرية محاكاة التهديد Threat simulation theory).
نظرية محاكاة التهديد ترى ببساطة أن الأحلام تطورت لتكييفنا مع أخطار وتهديدات البيئة التي نعيش فيها [4].
كيف يحدث هذا؟ هناك أدلة عصبية تثبت أن المعلومات (التجارب) غير الحقيقية أو غير المتعلقة بأي تحفيز بيئي حديث تُعالَج في الدماغ بنفس الطريقة التي تُعالَج بها المعلومات الحقيقية التي نحصل عليها من البيئة المادية الحقيقية. لنبسط هذا سنفترض أن هناك شخصين، أحدهما يعزف على آلة العود والآخر يتخيل أنه يعزف على نفس الآلة، الفرق بين الشخصين هو أن دماغ الأول يُعالج معلومات حقيقية أُثيرت بواسطة مُثيرٍ حقيقي (العود، النوتات، الأنغام كلها موجودة حقا في البيئة المادية)، أما دماغ الثاني فيعالج معلومات محض مُتخيَّلة (لا يوجد عود، ولا نوتات، ولا أنغام في الواقع). لكن المُدهش أن دماغيْ الشخصين سيعالجان التجربتين بنفس الطريقة في الدماغ [4].

ما تفترضه نظرية محاكاة التهديد قريب من هذا. فعندما تستيقظ من حلم مُفزع، مستثارًا، متعرِّقا، تتنفس بسرعة، وتحس ضربات قلبك على صدرك، فهذا يؤكد لك أن دماغك عالج محتوى الحلم -الذي هو غير واقعي أساسا- كما يعالج التجارب المفزعة الواقعية. وهذا سيساعدك على الاستعداد لمواجهة تهديدات العالم الخارجي الحقيقي. وبحسب النظرية، لهذا تطورت الأحلام. 

والآن نستطيع أن نقول على سبيل الترفيه إننا عندما استرخينا ولم نعد في حياتنا المدنية نخشى أن نموت بسبب لدغة ثعبان طائش في الظلام، قررنا أن نبحث عن المعاني الفانتازية في أحلامنا، قررنا أن نعتقد أن رؤية المفتاح والقفل في المنام يمكن أن تُفسَّر بأنها كرؤية أعضاء الذكر والأنثى التناسلية [***].

هنا تقفز أسئلة: لماذا التهديد؟ لماذا ليس شيئا آخر؟ إذا كان التهديد حدثا مهما في حياة الأسلاف فما هي أهميته في حياتنا الخالية -نسبيا- مما كان يقلق أسلافنا؟

وللإجابة عليها يجب أن نعود إلى الوراء ملايين السنين، حيث كان الأسلاف يعيشون في بيئات تختلف كثيرا عن بيئتنا الحديثة. كان الأسلاف يواجهون أحداثا تهدد وجودهم باستمرار، فهم يفترِسون ويُفتَرسون، وكما هي حالُ من هذه حياته فإن عليه أن يكون متأهِّبا دائما لمواجهة التهديدات التي قد تنهي حياته. فالأسلاف الذين كانت لديهم القدرة على استرجاع سيناريوهات الخطر -التي شاهدوها في الحلم- ربما كانوا أكثر كفاءة في التعامل مع الأخطار في الحياة الواقعية، ومن ثم نقلوها إلى الذرية. وهكذا انتقلت هذه القدرة على مواجهة التهديدات من خلال سيناريوهات الأحلام المرعبة إلى الأجيال.

هذا بالضبط ما أثبتته الدراسات!
وإذا كان الأحلام تطورت لتجعلنا على أهبة الاستعداد دائما لمواجهة الأخطار التي تهدد بقاءنا، فيجب إذن أن ينعكس هذا في أحلامنا؛ أي يجب أن تكون أحلامنا مماثلة للحالات التي إذا استرجعناها في حياتنا الواقعية ستساعدنا على المزيد من اللياقة والتكيف. البيانات التي جمعها (Hall and Van de Castle (1966 من أكثر من 500 حلم أشارت إلى أن 80% من الأحلام كانت تحوي مشاعر سلبية. وكانت هذه الأحلام أقرب إلى رؤية حيوانات أو أجانب في حالات من التهديد. فنحن دائما نكون متحيِّزين إلى المحتويات السلبية للأحلام أكثر من المحتويات الإيجابية [10].

مزايا تطورية أخرى غير التعايش مع تهديدات البيئة؟
بعد نشر دراسة Revonsuo بخمس سنوات (2005) نشر أستاذ علم النفس المعرفي بجامعة ميشيغان Michael S. Franklin دراسة بعنوان "The Role of Dreams in the Evolution of the Human Mind" في مجلة علم النفس التطوري. تهدف هذه الدراسة إلى استعراض نظرية "محاكاة التهديد" وتمديدها [4].
فالأحلام في حسب فرانكلين لم تتطور لتهيئتنا لمواجهة التهديدات فحسب، بل هناك الكثير من وحدات التفكير المعرفي العُليا تأثرت بقوة بآلية الحلم، ومنها:

1- تحسين الأداء: أثبتت دراسات التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني PET أن الأشخاص الذين تدربوا على مهمات معينة زادت نشاطاتهم العصبية المتعلقة بهذه المهمات أثناء مرحلة REM من النوم؛ أي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام، والأخبار الجيدة أن أداءهم تحسَّن بعد الاستيقاظ [4].
2- معالجة المعلومات الاجتماعية: أيضا، أظهرت الدراسات الحديثة أن الجوانب المعرفية التي تركز على معالجة المعلومات الاجتماعية تُنشَّط بقوة أثناء مرحلة REM من النوم. وسندرك ما لهذا من أهمية في تطورنا إذا علمنا أن المعلومات والتفاعلات الاجتماعية المعقدة التي تُعالج في الجزء الاجتماعي من أدمغتنا لعبت دورا كبيرا في تطور القدرات العقلية لأدمغة الرئيسات primates. يمكن دعم هذا الاستنتاج بحقيقة أن نسبة كبيرة من الأحلام تميل إلى أن تكون أحلاما اجتماعية، وتشمل حالات اجتماعية مختلفة [4].
3- مهارات التفسير: الأحلام تعلمنا كيف نتعامل مع الحالات الواقعية التي نعيشها أثناء اليقظة، وأيضا تجعلنا نطور مهاراتنا في تفسير الأمور. وفي الحقيقة، تشير دراسات أحلام الأطفال إلى أنهم غالبا يرون أعضاء عائلاتهم وأصدقاءهم المقربين أكثر من البالغين، ومن المحتمل أن يكون هذا بسبب الحقيقة القائلة إن الأطفال بحاجة إلى ممارسة المهارات الشخصية أكثر من البالغين [4].
4- أطفالٌ يحلمون: من الواضح الأطفال في كل الحضارات يطورون قدراتهم العقلية في أوقات محددة ومتوقَّعة، مثلا عند سن تسعة أشهر يبدأ الأطفال بالتعامل مع الآخرين بوصفهم أشخاصا مميزين. هذه المهارات عند الأطفال تتأثر بالأحلام، ومن ثم فهذا سبب إضافي للتأكيد على الصفة التكيُّفية للحلم وللمزيد من الدعم لفرضيته التطورية. مرحلة REM من النوم تحدث أكثر عند الأطفال وتقل مع التقدم في السن. يدخل الأطفال في مرحلة REM في بداية النوم -بعكس البالغين الذين يبدأون بالدخول في مرحلة NREM أو مرحلة النوم التي لا تتميز بسرعة حركة العين- وفي الواقع يقضون قرابة ثماني ساعات في هذه المرحلة. وكما عرفنا سابقا عن المساواة بين معالجة المعلومات الحقيقية الحسية والمعلومات المتخيلة أثناء الحلم، فإن الأطفال الذين يعالجون خبراتهم اليومية في أحلامهم، حسب هذه الفرضية، سيتعلمون المزيد من المهارات التي لم تزل تتطور في أذهانهم [4].

تنبُّؤات...
أحد تنبؤات هذه الفرضية هو أن مقاطعة الأطفال في مرحلة REM -تقريبا في ساعات النوم الأولى- سينتج عواقب سلبية على نموهم العقلي. أيضا، أحد الأمراض التي يمكن التحقق من هذه الفرضية من خلاله هو مرض التوحُّد [4] 
طفل مصاب بالتوحُّد autism (ويكيبيديا)
مرضى التوحد لديهم مشكلة مع "نظرية العقل TOM"، ومفهوم نظرية العقل هو أن يستطيع الشخص عزْوَ (أو نسبة) الحالات العقلية (الاعتقادات، النوايا، الرغبات، وجهات النظر...إلخ) إلى نفسه وإلى الآخرين وأن يفهم أن للآخرين حالات عقلية تختلف عن حالته العقلية الخاصة [11]. مرضى التوحد أيضا لديهم مشاكل مع النوم. وتتنبأ هذه الفرضية بأن سبب مشكلة مرضى التوحد مع نظرية العقل هو افتقارهم إلى مرحلة REM من النوم. هذا الافتقار إلى مرحلة REM من النوم يجعل مرضى التوحد غير قادرين على الحلم، ومن ثم لديهم مشاكل في التعامل مع العالم من حولهم [4].

ماذا عن الأحلام الحية lucid dreams؟
بعض الناس لديهم القدرة على إدراك الحلم أثناء النوم، أو بتعبير آخر، يستطيعون معرفة أحلامهم والتلاعب بها وهم نيام. يتردد الباحث في هذه الدراسة في وضع الأحلام الحية ضمن إطار بحثه النظري، ويضع هذا النوع من الأحلام تحت عنوان "استثناء"، لكنه يشرح أن حالة الحلم الحي هي حالة نادرة ويمكن اختبارها في المختبر، وأنها حالة تتميز بنوع من الإدراك العالي للمُحيط أثناء الحلم. وسبب هذا التردد هو احتمال أن الأحلام الحية هي نوع من اليقظة لا نوع من الحلم. ويظن أن الحلم الحي هو "منتج ثانوي" من تطوُّر الأحلام العادية، وأن الهدف منه هو تمكيننا من الحصول على مستوى أعلى من الإدراك لأماكننا والأشياء المحيطة بنا [4].



المراجع الأساسية:
[1] www.verywell.com
[2] Vedfelt, Ole (1999). The Dimensions of Dreams. Fromm. ISBN 0-88064-230-0.
[3] Hobson, J. Allan (2010). "REM sleep and dreaming: Towards a theory of protoconsciousness". Nature Reviews Neuroscience 10 (11): 803–13.
[4] evp.sagepub.com.full.pdf
[5] Miller, G., Information Processing Theory
[6] Antrobus, John (1993). "Characteristics of Dreams". Encyclopedia of Sleep and Dreaming.
[7] Evans, C. & Newman, E. (1964) Dreaming: An analogy from computers. New Scientist, 419, 577-579.
[8] Hartmann, E. (1995)Making connections in a safe place: Is dreaming psychotherapy? Dreaming, 5,213-228.
[9] http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/15766897
[10] Hall, C. and Van de Castle, R. (1966). The Content Analysis of Dreams. New York: Appleton-Century-Crofts.
[11] Premack, D. G.; Woodruff, G. (1978). "Does the chimpanzee have a theory of mind?". Behavioral and Brain Sciences 1 (4): 515–526.

المراجع الثانوية: 
[*] www.greekmyths-greekmythology.com
[**] تفسير الأحلام وتعطيرُه، ابن سيرين والنابلسي - تحقيق، سيِّد إبراهيم، دار الحديث. 
[***] تفسير الأحلام، سيغموند فرويد. 

06‏/06‏/2016

جدال حاد في مقهى: كم نسبة DNA التي نتشاركها مع أقاربنا؟


عائلة لاوكون، رسمها بيل سندرسون، 1990
بدأ الجدال في منتصف حديثٍ فوضوي عن كل شيء، ناقشنا بعض فرضيات علم النفس التطوري (فرضية الانتحار، الشيخوخة...) وفجأة لوَّح لنا سؤال مثير: كم نسبة الحمض النووي DNA التي نتشاركها مع إخوتنا؟ كنت قد قرأت الإجابة في أحد الكتب لكنني نسيتها، فأجبت بأننا نتشارك الربع 25%، لكن أحد الأصدقاء قال إننا نتشارك 100% وهذا لأننا أخذنا 100% من الوالدين (النصف من الأب والنصف من الأم) وإخواننا أخذوا نفس النسبة! وقال أحدهم إننا نتشارك النصف 50%. انتهى النقاش بعد أن خضناه لساعتين من المساء الساخن، ولم نعرف النسبة الحقيقية. 

جمعت هذه المقالة من عدة مواقع متخصصة في علم الجينات، يجب أن تعلموا أن المقالات التي نقلت منها هذه المعلومات لم تكن تنتهي بأية مراجع، لذا فهذا هو كلام المتخصصين الذين أجابوا على أسئلة من هذا النوع، وقد يحتوي بعض الأخطاء أو التخمينات. 

مع الشمبانزي والدودة الحلقية؟ 
دراسات العلماء الطويلة للحمض النووي دائما تذكرنا بأننا لسنا وحيدين في هذا العالم، هناك أشخاص نظنهم "آخرين" لكنهم يشابهوننا كثيرا أو قليلا. بعض النسب والأرقام التي تقرأها هنا ليست لمجرد التسلية، بل من شأنها أن تجعلك تدرك كم أنت منتمٍ إلى الوجود الذي حولك.
 لعلك تعلم أننا نتشارك مع الشمبانزي الكثير من حمضنا النووي، لكنك ربما لم تفهم المعنى الدقيق لهذه المشاركة. أنت تشارك الشمبانزي (98%) وسمكة الزيبرا (85%) وذبابة الفاكهة (36%) والدودة الحلقية (21%) ونبات الخردل (15%) والبكتيريا (7%) بعض جيناتك، بل الكثير منها! وقد تسأل: كيف أكون أنا والشمبانزي متشاركين في قرابة 98% من معلوماتنا الوراثية بينما نتشارك أنا وأمي فقط 50%؟ [1]
الجينات التي تتشاركها مع الشمبانزي (ومع أي كائن من غير نوعك) هي مجرد تسلسلات الحمض النووي DNA القابلة للترتيب بطرق عشوائية واحتمالات لا نهائية تقريبا، بينما ما تتشاركه مع أمك هو الجينات نفسها، أي -في حالة الأمهات- أنت تملك تقريبا نصف الجينات التي تملكها أمك. لكنك بالطبع لا تملك 98% من الجينات نفسها التي يملكها أحد أفراد نوع الشمبانزي. 
هذه علاقتك بالشمبانزي، فما هي علاقتك بي أنا رمزي؟ 
نحن نتشارك حوالي 99.5% من جيناتنا مع كل شخص على كوكب الأرض تقريبا. لكن هذا فيما يتعلق بتركيبة الحمض النووي وشيفراته، أما فيما يتعلق بالتسلسل المشترك المتماثل الذي نتشاركه مع أقاربنا فتختلف النسب من 100% بين التوائم المتطابقة إلى 0.78% في صلات القرابة من الدرجة السابعة (الجد السابع مثلا) [الجدول رقم 3].

بعض الإثارة! [2] 
1- يمكن لجميع الناس الآن أن يتعقبوا أسلافهم إلى الشخص رقم 10000 من أقاربهم الذين عاشوا منذ 175000 سنة مضت.
2- الأشخاص الذين يربطك بهم سَلَف مشترك قريب (بضعة أجيال) يتشاركون معك أكثر من 99.5% من جيناتهم معك.
3- كلما كان لشخص أكثر قربا كانت نسبة الجينات المشتركة بينكما أكثر، والعكس صحيح. 

قبل أن تبدأ... [2,3,4]
سنجدد معلوماتنا عن علم الوراثة حتى لا يصعب علينا فهم المعلومات الكثيرة فيما بعد.
1- الحمض النووي منزوع الأوكسيجين DNA هو الجزيء الذي يتألف منه الجينوم genome -  الجينوم هو جميع المعلومات الجينية (الوراثية) للكائن الحي.
2- الجينات هي الشفرات الوراثية لصناعة البروتين.
3- البروتين هو وحدة بناء الأنسجة ووظائفها.
4- الحمض النووي مكون من سلسلة طويلة جدا من الحروف أو القواعد النيتروجينية (سايتوسين C، جوانين G، أدينين A، ثايمين T). كل واحد منا لديه قرابة 6 مليون حرفا مرتبة بترتيب مختلف؛ وهذا ما يجعلنا فريدين.
5- الكروموسومات ببساطة هي قطع كبيرة من DNA تقع في نواة الخلية.
6- الإنسان لديه 23 زوجا من الكروموسومات (46 كروموسوم). نصفها يحصل عليه من الأب والنصف الآخر من الأم. لكن هذه الكروموسومات لا تنتقل كما هي من الوالدين إلى الإبن، بل يحمل الإبن مزيجا من كل زوج منها. لذا فإن زوج الكرومسومات الذي تحصل عليه من أبويك (واحد من الأب + واحد من الأم) يختلف تماما عن الكروموسومات الأصلية لهما.
7- قبل أن تنقسم أزواج الكروموسومات في البويضة والحيوان المنوي تحدث عملية إعادة بناء recombination لجزيء DNA. أثناء عملية إعادة البناء تتوزع جزيئات الحمض النووي بين الكروموسمات المتصلة في كل زوج. يحدث هذا لإنتاج تركيبة فريدة (غير مشابهة لجزيئات الأبوين) من الجينات. 
8- الكروموسومات تضم معظم حمضنا النووي، ما عدا الحمض النووي الميتوكونديري mitochondrial DNA الذي هو خيط صغير من الحمض النووي المفصول عن الكروموسومات الـ 23 التي نرثها من كلا الأبوين، ويوجد في أجسام صغيرة داخل خلايانا تسمى (الميتوكوندريا) المسؤولة عن تكسير السكر (الطاقة). نحن نرث الحمض النووري الميتوكونديري من أمهاتنا فقط.
9- الأوتوسومات Autosomes هي كل الكروموسومات باستثناء الكروموسوم X والكروموسوم Y (كروموسومات جنسية).
10- هذان الكروموسومان يعملان بطريقة تختلف عن الأوتوسومات. المرأة لديها زوج من كروموسوم X يُمزَج shuffled أثناء تكوين البويضة. أما الرجل فلديه كروموسوم X واحد وكروموسوم آخر صغير (Y). كروموسوم Y يحوي فقط القليل من الجينات التي لا تُمزج أثناء تكوين الحيوان المنوي. 
11- أحد الجينات على كروموسوم Y هو الذي سيحدد أن يكون المولود ذكرا. كروموسوم X أيضا لا يُمزَج عند الرجل؛ لأنه لا يملك إلا كروموسوم X وحيدا. المرأة تمرر كروموسوم X إلى جميع الأبناء، بينما يمرر الرجل كروموسوم X إلى بناته وكروموسوم Y إلى أولاده.
12- يملك الإنسان ما بين 25000 إلى 100000 جينا، والإجماع الآن على أن عدد جيناتنا يبلغ قرابة 30000.

الجدول رقم 1، أقارب الدرجة الأولى
إلى أي درجة نحن أقرباء؟ [2,3,4,5] 
لو أنني وأصدقائي ألقينا نظرة على الجدول في الأعلى وعرفنا أن الإخوان يتشاركون 50% لأنهينا النقاش وقضينا الساعتين في مكان آخر أقل حرارة! لكن هذه لم تكن مشكلتنا، لقد كنا بحاجة إلى تفسير علمي، كنا بحاجة إلى فهم الآلية التي وُزِّعت بها هذه النسب، فهل تحتاجون أنتم؟ 

التوائم المتطابقة (100%):
التوأمان المتطابقان يتشاركان نفس البويضة ونفس الحيوان المنوي (نفس الزيجوت)، إذن يتشاركان 100% من الجينات الموروثة من الوالدين. لكن هذا لا يعني أنهما نفس الشخص، فهناك عوامل أخرى تجعل كل واحد منهما فريدا، هذه العوامل تسمى epigenetics أي التي لا تتعلق بالجينات (مثل: البيئة).

التوائم غير المتطابقة (أكثر أو أقل من 50%):  
التوأمان غير المتطابقين يختلفان عن المتطابقين، فبرغم أنهما توأمان، إلا أنهما جاءا من بويضتين (لا من بويضة واحدة) لُقِّحتا بحيوانين منويين (لا بحيوان منوي واحد)؛ لذا فهما لا يختلفان عن بقية الأشقاء الذين يتشاركون 50% من معلوماتهم الجينية.

الإخوان الأشقاء (أكثر أو أقل من 50%)، لماذا؟
في حالة الإخوان يختلف الأمر. نحن نتشارك مع إخواننا الأشقاء 50% من جيناتنا، ولكن ليس بنفس الطريقة التي نتشارك بها مع والدينا. 
أخوك أو أختك ورث 23 كروموسوم من كلا الأبوين، لكن بسبب توزيع الحمض النووي تختلف هذه الكروموسومات عن التي لديك. لذا أنت في المتوسط تشارك أخاك أو أختك 50% من جيناتك. 
أنت لديك نسختين من معظم جيناتك، هذا معناه أن أبويك سينقلان إليك نسخة من هاتين النسختين، وكذا سينقلان إلى شقيقك أو شقيقتك.
تصور أن جينات والديك هي عبارة عن عُملة معدنية coin، وأن وجهيْ العملة -الرأس والذيل- هما نسختا الجين الذي سينقلانه إليك وإلى أشقائك.
فرصة حصولك على إحدى النسختين -رأس أو ذيل- هي محض صدفة عشوائية، كما يحصل عندما ترمي العملة المعدنية؛ قد تحصل على رأس أو ذيل.
وبما أننا نملك قرابة 25000 جين في حمضنا النووي، فإن فرصة حصولنا على أيِّ النسختين يشبه فرصة حصولنا على الرأس أو الذيل إذا قمنا برمي العُملة المعدنية 25000 مرة. وإذا قمنا بهذا، فمن المحتمل جدا أن نحصل على 50% رؤوس و50% أذيال! إذن أنت وأشقاؤك تتشاركون قرابة 50% الجينات؛ أي هناك احتمال النصف أن تحصلوا على نفس النسخة من الجين وهناك احتمال النصف أيضا أن تحصلوا على نسخ مختلفة.  
قد لا تحصلون على 12500 بالضبط. قد تحصل أنت على 12600 رأسا و12400 ذيلا، ويحصل شقيقك على 12550 ذيلا و12450 رأسا.. وهكذا. لكنكما تقتربان جدا من النصف.

الجدول رقم 2، أقارب الدرجة الثانية
الإخوان غير الأشقاء -من أب أو من أم- (أكثر أو أقل من25%)، لماذا؟
هناك تداخُل بنسبة 50% بين الحمض النووي الذي ترثه أنت وأخوك غير الشقيق من أبيكما (أو أمكما). إذن أنتما تتشاركان نصف الـ 50% التي ترثانها من الأب، أي 25%. 

في حالة الأجداد والأعمام (والعمات) والأخوال (والخالات)، نحن نتشارك معهم 25% من جيناتنا أيضا. إذا أردت أن تعرف كيف يحدث هذا، فأنت تملك الكثير من المعلومات. لاحظ أن أباك يشارك أباه (جدك) بنصف جيناته (50%)، وأنت تشارك أباك في النصف أيضا، إذن فأنت تشارك جدك في نصف النصف، أي 25%.

أما عن العمومة والخؤولة، فإذا كان أبوك يشارك إخوته (أو أمك تشارك إخوتها) في النصف، فأنت تشارك أعمامك وأخوالك في نصف النصف، أي أيضا 25%.
وبالتأكيد، إذا كنت أنت تتشارك مع أعمامك وأخوالك 25% من جيناتك، فأنت تتشارك النصف مع أبناء إخوتك وأبناء أخواتك (أي من أنت عم لهم أو خال لهم).

المعروف أن أبناء العمومة يتشاركون 12.5%، وذلك لأننا نشارك أعمامنا في 25%،  وأبناء أعمامنا يشاركون آباءهم (أعمامنا) في 50%، إذن نحن نتشارك مع أبناء أعمامنا في نصف ما نتشاركه مع أعمامنا، أي 12.5%. لكن هناك حالة خاصة، وهي أبناء العمومة المزدوجة double-cousins وهم الذين جاؤوا من أخوين شقيقين تزوجا أختين شقيقتين. أي يكون ابن العم في نفس الوقت ابن الخالة، وهنا تتضاعف نسبة المشاركة إلى 25%؛ ومن السهل فهم هذا التضاعف. فإذا كنت تشارك ابن عمك في 12.5% فأنت في نفس الوقت تشارك ابن خالتك في نفس النسبة كما ذكرتُ، ومجموع هذه المشاركات يصل إلى 25%.

آخر من يمكن أن تشاركهم رُبع معلوماتك الوراثية هم أبناء عمومتك في حالة التوائم المتطابقة. يحدث هذا عندما تتزوج أنت وتوأمك المُطابِق توأمين متطابقين، وهنا يتشارك ابن عمك 50% من جينات أبيك -بعكس الأبناء في حالة الإخوان الأشقاء غير التوائم الذين يتشاركون مع الأعمام فقط في 25% كما تقدم- وإذا كنت أنت تشارك عمك في النصف، إذن فأنت تشارك ابن عمك في هذه الحالة في الربع.

الجدول رقم 3، أقارب الدرجة الثالثة
أعمام الأبوين great uncles وأخوال الأبوين great aunts وأبناء أبناء الإخوان grandnephews وبنات أبناء الإخوان grandnieces (أقل أو أكثر من 12.5%):
ماذا عن أعمام أبيك أو أمك، أتوقع أنك تستطيع التخمين، فالأمر سهل، إن أباك يشارك أعمامه في 25%، وأنت تشارك أباك في النصف، فكم يساوي نصف الربع؟ الثمن، أي 12.5%. وكذا الحال مع أخوال الأبوين.
لكن إذا كان لأختك بنت وأنجبت بنتا أخرى، فمن تكون أنت بالنسبة لها؟ إنك عمُّ أمِّها. إذن فكم تشاركك من جيناتها؟ من كلمة "عم" نستنتج نسبة 25%، ومن كلمة "أمِّها" نستنتج 50%، إذن عدنا إلى نصف الربع الذي يساوي الثمن 12.5%. وكذا الحال مع أبناء أبناء الإخوان.

هناك بعض الحالات التي تشارك فيها الآخرين 12.5% من جيناتك، وهي أنصاف الأعمام half-uncles وأنصاف الأخوال  half-aunts الذين هم أعمامنا وأخوالنا ولكنهم ليسوا إخوان آبائنا الأشقاء، أي هم الأشخاص الذين يشاركون آباءنا في 25% وليس في النصفكما تقدم في الإخوان غير الأشقاء، إذن فنحن نشاركهم في نصف الربع 12.5%. وكذا الذين أنت نصفُ عمٍّ لهم، أي أبناء إخوانك غير الأشقاء، فأنت لا تشاركهم 25% كما هو الحال في أبناء إخوانك الأشقاء، بل بالثمن 12.5%.

الأقارب من الدرجات بعد السابعة (الثامنة، التاسعة...) يتشاركون معنا القليل جدا من عدد الجينات، أي أقل من 0.78%. هناك فرصة قليلة جدا (أقل من 50%) في أن نتشارك أوتوسوما واحدا مع الجد الرابع عشر، أو مع أحدهم بعد مرور 15 قرنا. هذا لا يعني أننا لا ننتمي إليهم بالنسب، بل أننا معلوماتنا الجينية لا تحمل منهم إلا بعض الفرص.  


المراجع:
[1] www.quora.com
[2] genetics.thetech.org 
[3] freepages.genealogy.rootsweb.ancestry.com (الجداول منسوخة من هذا الموقع) 
[4] humanorigins.si.edu
[5] learn.genetics.utah.edu

يتم التشغيل بواسطة Blogger.