18‏/06‏/2016

مي

فقدت والدها حين استقرّ "صاروخ" في غرفته حيث اعتاد أن يجلس ليتابع نشرة الأخبار ويشتم قليلًا. لم تكن في المنزل حينها، فقد كانت تعمل في منطقة بعيدة بعض الشيء وتتحمل عبء الحواجز والخوف المتربّص بها حتّى تؤمّن له ما يحتاج. حين عادت لم تستوعب في البداية أنها تقف أمام منزلها. فقدت إيمانها بكلّ ما يمكن أن يقدّم لها العون في تلك اللحظة، حتى أنها نسيت الأدعية والصلاة والعبارات التي قالتها في الشهر الفائت لصديقتها التي فقدت عائلتها أيضًا. كان العمّ جلال...

17‏/06‏/2016

وليد عبيد في لوحة "المُهاجِر"

"المُهاجر" - للفنان المصري وليد عبيد ماذا لو لم يكن عنوان هذه اللوحة "المهاجر"؟ كنا سنرى هذا الرجل الطريح على نعومة الرمل عاشقا مُعذَّبا أو ربما رُفاتَ جسدٍ ميت. لكن لا. هذه اللوحة رُسِمت للمهاجر، ولا تعني غير الهجرة. الجو غائم، هناك سفينة تغادر، ومن بعيدٍ تُطل مجموعة من الأشجار بنوع من الحياة. وما عدا هذه التفاصيل، ليس ثمة حياة أوضح من التي تتدفق من هذين الجسدين. وإذا لم يكن في المكان غيرُهما، فإن أحدهما يهاجرُ إلى الآخر، أحدهما يمارس...

16‏/06‏/2016

غانية

تشعر بالأرق وفقدان الشهية تجاه رقائق البطاطا المفضّلة لديها، وقد رفضت حتّى الآن ثلاث دعوات إلى العشاء وطلبًا وحيدًا للحب، وتجاهلت إلحاح الليل عليها وإغراء فستانها الكمونيّ القصير، كما فقدت صديقتها إثر انفجار سيارة مفخخة أودى بما لا يقلّ عن عشرين سنة قادمة كانت تتمنى لو أنها تحياها معها بين زواريب الفنّ وقداسة كأس البرتقال والتنقّل البطيء على رقعة الشّطرنج في ذلك الدكان النائي الذي يبيع الزجاج المزخرف، وتكتسي جدارنه بلوحات مغمورة مرسومة بالفحم...

12‏/06‏/2016

يولا

كانت "يولا" فتاة جميلة. ذات مرة أحبها رجل لأنه اعتقد أنها لا تكذب، وأحبها آخر لأنه آمن بقدسيتها، وتساءل الذي جاء ليسلمها طردًا بريديا فيما إذا كانت مخلوقًا سماويا أم لا. كان ليولا شعرًا قصيرًا غشّاشًا. تارة يبدو حالكًا وتارة يظهر كستنائيًّا بطريقة وقحة، لكن مجدها كان يكمن في عينيها. "ما تشبه عيناك يا يولا؟" سألتها جدتها. "زجاج يا جدّتي". ضحكت جدتها كما يضحك الغراب وأردفت: "حافظي على هذا". تجلس يولا على الأريكة المغطاة بملاءة قرمزية. تحرك...

يتم التشغيل بواسطة Blogger.