18‏/03‏/2016

قصة قصيرة: سمكةُ عبدُه (1)

لا تهملوا كلامي. دعوكم من كلام الكتب واستمعوا إلى حديث الحياة في وجهي وفي مفاصلي. أين نمتم آخر مرة؟ قولوا لي أين نمتم؟ فإذا لم تجدوا إلا فرشكم الناعمة الواسعة فاستيقظوا. إن الحب لا يدخل غرف الملوك. أنا لست كاتبا. إنني صيَّاد سيء الحظ. ولئن وجدتم كلماتي سهلة فلا تسخروا من لغتي. فقد علمتني الأسماك أن أرمي طُعمًا واحدا وأنتظر. ببساطة أنتظر حتى يهتز الخيط أو أسحبه بحذر لئلا يعلق بين الصخور ثم أعيد الرمية إلى نفس المكان. نمت على الشاطئ أربعين...

تفاصيل (5)~ بين الصحو والنوم

التّاسعة مساءً، ضوءٌ خفيفٌ يلدهُ زجاجُ الباب، يخترقُ صوتُ مولّدة الكهرباء نوم الإله، ويصيحُ ديكُ جارنا بصوتهِ الغريب، وإذا ما أنصتُّ تمامًا قد أسمعُ صوت أنفاسي، تكّات الساعة الرماديّة، والموسيقى التي قد أحدثُها في حال تقلّبي، وربّما تردُ إليّ ضحكةُ أخي من الغرفة المجاورة، لكنّ أكثر الأصوات وضوحًا هو خرمشةُ الريح على ستائرِروحي، وصوتُ الفحمِ الذي يحترقُ حين يلامس جسد طائرٍ يُشوَى، وحفيفُ القهوةِ بالدلّةِ النحاسية وهي تخضعُ لتلاعبِ النار حتى...

15‏/03‏/2016

قصة قصيرة: أنفاس الموتى

"العزاء" للفنان السعودي عبد الوهاب العطيف أعادت فاطمة الصورة إلى الحائط المصلوب بمسمارين في زاوية غرفته، انقبضت عضلات وجهها، انبسطت، فكأن كيسا من الدموع السوداء انفتح بفعل أنفاسه النائحة. توسدت جسده المغروس في أرض الغرفة الذي يقاوم السقوط كجذع يحترق. رأسها المرتاح على كتفه تحسس نبض شرايين رقبته، كلا لم يكن نبضا، بل سفنا ملأى بالجائعين تتحطم عند خشبة المرفأ في ديمومة مخيفة.  عندما دخلت إليه مخطوفة من راحة نومها، رأى في وجهها شحوب المفزوعين...

14‏/03‏/2016

انفجار عظيم؟ نعم.. لا

أطلَّ البروفيسور المصري أحمد فرج علي بجامعة بنها وسوريا داس Saurya Das من جامعة ليثبريدج بورقتهما العلمية المعنونة بـ Cosmology from quantum potential التي تتنبأ بأن كوننا أزلي بلا بداية وأبدي بلا نهاية، أي بلغة الفيزياء بلا انفجار عظيم ولا انسحاق عظيم. بالإضافة إلى ما قد تحدثه هذه التنبؤات من ضجيج في الأوساط الدينية والفلسفية وحتى الفنية، بدا أنها ستثير ضجيجا أكبر في الأوساط العلمية، فما الذي يشغل فيزياء يومنا هذا غير بداية الكون...

13‏/03‏/2016

تفاصيل (4)~ الثالث عشر من آذار

منتصفُ النهار، الثالث عشر من آذار/ يومَ تفتَّحتْ زهرةُ الخوخِ على جبيني ولم تذبلْ! سخِرَ الجميعُ منّي، وقالوا إنّني مُضحِكَة بينما قال والدي وهو يطفِئُ سيجارتهُ في حوضِ الحديقة "هذا دليلُ الذّكاء، ثقي بي!"، وأشعلَ سيجارةً أخرى، ولأنّني وثقتُ بهِ حقّقتُ النّجاةَ بطريقةٍ ما، وبدَلَ أن أقطعَ الغصنَ الصّغيرَ الذي منحني إيّاهُ إلهُ الرّبيع، ربّيتهُ حتّى صار شجرةً وكنتُ أستظلُّ بفيءِ رأسي طويلًا حين كان الحرُّ يداهِمُ الآخرين، وأخطّطُ لنزهةٍ في...

يتم التشغيل بواسطة Blogger.