17‏/04‏/2015

انطباعٌ عن اللون الأبيض





عندما لا يراني أحدْ
يخرج الفحم من رأسي
يملؤ العربات حتى أنطفئ
تَهوي عيني
فأرى ما خلف الواقع من واقع
ألِجُ الأشياء 
أذوب على الظل 
أدحرج أذني كي تسعى خلف امرأةٍ يرتاح الطريق على ظهرها فتقول: (ليس للسحب المخبوزة من حلم
ليس للوطن المسروق سحب)
وأشم روائح زيت الطبخ على ثوبها.

عندما لا يراني أحدْ
أتسلى بعَضِّ الفراغ اللامنتهي
ألوي ظُلَم الماضي حول ظلي
أكسر الأفق المُنْحني
أتوزَّع، أمحو حقيقة جوعي
أنتف العشب من صدري
أشرب الرمل 
لعلّي أشتهيه غدا ثم لا أجده

عندما لا يراني أحدْ
تتلون كل القطع المنثورة في غرفتي بالحياة
تتجسّد.. تتأنث.. تتأوه
تنتهي فيها الجمادية
ينتهي فيّ التيبُّس
أغدو مرنًا
أدخل في قارورة عطر فارغةٍ
أستلقي في دُرْج صغيرٍ
أصنع من كتب التاريخ فتاةً
أصحبها لعشاء 
آكلها، 
تأكلني، 
نغسل أيدينا بمياه العصر الأندلسي.

عندما لا يراني أحدْ
أحتسي فرصتي 
حتى يفرغ الوقت حولي
أقطف الليمون من النظرات
وآكله بحموضته
فأحس بوجهي...
أسأل طفلا متسخًا عن طموحاته، فيقولُ: 
(سأضرب أولادي
وأربي زوجتي
وأنام مع امرأة لا تلبس سروالًا للنومِ)
ويعصِرُ أنفهْ.


عندما لا يراني أحدْ
أجتثّ لساني
ألعق وجهي 
وأعيش انفصال الشخصية
أتثنّى
أتثلّث
أهوى عطري، عفني، 
وأكون مريضا فعليا بالأولفاكتوفيليا 

لي من الظل ما يكفي
أبني جسدًا لي من جسدي
جسدا لا ظل لهْ. 

- هنا نهاية أجزاء قصيدة (لي من الظل ما يكفي).  

يتم التشغيل بواسطة Blogger.