22‏/08‏/2016

يوميّات آنسة حلوة


توت رغد الشهي

* امتلك "سراج" أخيرًا جرأة الإفصاح عن اسمها. صار يضع صورًا خليعة أيضًا ويرسل لها عبر "حالته الشخصيّة" ألفاظًا جنسيّةً واضحة. سراج يبلغ من العمر 15 عامًا لكنه رجل في نهاية الأمر، أليس كذلك؟ وقد قالت أمي ذات مرة وهي تحدق في أختي: "قدّمي للرجل ما هو أكثر متعة من الجنس".

* قال لي عزيز: "آنسة، شلت كل الحب وحطّيتو عندك" ثم قدّم لي رسالة مليئة بالقلوب. أليس هذا أثرًا ممتازًا يمكن أن تتركه آنسة في قلب طفل رقيق مثل عزيز؟

* يقول لي خالد "آنسة سعاد". خالد طفل عنيد وساديّ ولديه شخصية قوية جدا. ذكيّ ومناور، لكنه أُعجبَ حقًّا بفكرة اللوح السحريّ الذي ابتكرناه معاً حيث أفصحت لي أخته إيمان عبر "الواتس" عن تعلّقه بهذه الفكرة وكيف أنه استيقظ عصرًا وهو مصرّ على الذهاب عند "الآنسة نور" لرسم بطة صغيرة على اللوح السحري. الأمر الذي أعانه في المرة السابقة على التصالح مع اللون الأصفر  بعد أن كان يواجه صعوبة في تذكره. لم يختر خالد موزة ولا شمسًا ولا ضفيرة شريكته في الدّرس. اختار بطّة كتلك التي تضعها له أمه في حوض الاستحمام. شكرًا يا خالد لأنك تحبّني وتعرف اسمي.

* تنتظر سلمى مفاضلة القبول الجامعي وبينما تنتظر ترسمُ لوحات مدهشة حقا وتقوم بالتقاط بعض الصور المميزة. تحلم بأن تصير مهندسة معمارية، وتربّي أظافرها لتمسك سيجارة وتدخّن "جكرًا" بصديقها السخيف الذي يقول لها "هذا معيب". سوف تكتشف أن هذه المجاكرة غير مهمة مع مرور الوقت، ولن تصير سلمى مهندسة حسب توقعاتي وهذا يحزنني جدا، لكنها ستظلّ فنانة إلى الأبد.

* يفكّر أسامة في السّفر إلى ألمانيا بعد عدم تمكّنه من نيل شهادته الإعدادية، ويقول لرغدا: "بحبك يا مجنونة كيف ما كنت تكوني" ثم يقول لي: "أنا صغير جدا وهي تطالبني بخاتم أبو ألماسة. هل تعرفين كم يبلغ سعره؟" لا أظن أن أسامة يودّ أن يبتاع شيئًا بقدر رغبته في ابتياع درّاجة نارية جبليّة وابتكار فريق لقيادة هذا النوع من الدراجات في الشوارع. وعلى رغدا أن تفهم هذا جيّدا.

* رغد، الطالبة التي تحضر لي التوت في موسمه كتبت لي رسالة سيّئة جدا من الناحية اللغوية لكنها أوصلت لي كمية هائلة من المشاعر التي جعلت يومي أفضل. أنا زهرة في الحقل؟ أوه! شكرًا يا رغد. شكرا جزيلًا.

* تأقلم مصعب مع رحيل من يحبّ نحو حضن آخر أكثر ثراء. ولأنه ضعيف بما يكفي "استعمل" فتاة أخرى لإتمام المهمة ورسب في كلّ مقررات الجامعة.



على الهامش: قابلة للتجديد؟



النميمة تطوُّريًّا: حيث لا توجد نميمة لا يوجد مجتمع!


ملخَّص: يرى عالم الأنثروبولوجيا وعلم النفس التطوري روبن دونبار (Robin Dunbar) في دراسة نُشرت عام 2004 بعنوان “النميمة  من منظور تطوُّري” أن النميمة gossip (بالمعنى الأوسع للكلمة وهو، حسب قاموس أوكسفورد، تبادل الأحاديث حول الأشخاص الآخرين.) كانت حاسمة لقدرتنا كبشر على تطوير جماعات اجتماعية كبيرة، ويعود السبب إلى أننا نستعمل اللغة غالبا لتبادل المعلومات الاجتماعية، خصوصًا للمحافظة على التواصل مع الأفراد الآخرين وللإعلان عن ميزاتنا ومساوئ أعدائنا. للنميمة أيضا، كجزء من اللغة المتبادلة يوميا، وظائف أخرى كتتبُّع المتطفِّلين (مشكلة الرُّكَّاب بالمجَّان) وخداع الآخرين. يُنهي دونبار الدراسة باستعراض الأسس المعرفية التي نحتاجها لممارسة النميمة، ومن أهمها نظرية العقل.

رابط المقال كاملا: 
real-sciences.com/?p=8387

يتم التشغيل بواسطة Blogger.