09‏/01‏/2016

لا كونشيوس: محاولة تدخين أنثى (3)


اللوحة المائية للفنان Jenny Viljaniemi

قم وأشعل قبلة،
قدَّاحة ودهليز مظلم. هذا فقط ما تحتاجه
كلُّ الآخرين.. الآخرون كلُّهم عاجزون
وحدكَ أيها الساهر في حضن الظلام
وحدكَ تنعم بالدفء.. وترشفُ هذه اللذة من فم الظلام

ما هذا العالم المكبوت؟
ما هؤلاء الجبناء؟
إنك تتفوق عليهم
أنت من سيلهمهم فن الحياة
أنت من سيوقظهم من عفنهم
قدَّاحة ودهليز مظلم. هذا فقط ما تحتاجه

تلك التي خطرت ببالك
ذاتُ الشفتين..
هل تذكرها؟
أخرج علبة سجائرك الآن، وقبِّلها
اجعلها تدخل قلبك بهدوء
أشعل خطواتها المرتعشة 
ودخِّن دخولها وخروجها
قدَّاحةٌ ودهليزٌ مظلم. هذا فقط ما تحتاجه

ما هذا العالم المهووس بالقيود؟
ما هؤلاء العبيد الذين يرزحون تحت الهواء؟
ما هذه القوانين الباردة؟
كيف ترضى أن تتلذذ وحدك بأنفاس الليل؟
وحدك من سيحمي هذه البراءة من الضياع
وحدك من سيهديهم إلى النجاة
لا تكن أنانيا أيها الساهر في حضن الظلام

قدَّاحة ودهليز مظلم. هذا فقط ما تحتاجه.


07‏/01‏/2016

لا كونشيوس: بداية مع الشيطان (2)


للرسام الفرنسي ويليام بوغيرو

ينما أنا أتخطَّى 
بينما أنا مأخوذٌ باكتشافي العظيم؛ بأن لي قدمان أجوب بهما العالم.
فتحتُ بابًا ثامنا من أبواب الجحيم
بابًا لا بد أن يُفتح في يوم ما...

كان أبي يلعب مع أمي لعبة مؤلمة
"آه.. آه" تقولُ أمي
أبي يصمت بقسوة
أمي تبكي؛ لأن أبي مزق ملابسها
أنا أريد الدخول

لم يحفل بي أحد
رأيت أن أجرب خطواتي نحوهما
توقَّفا عن اللعب،
ألغى أبي اللعبة حين أردت المشاركة

ضمتني أمي إلى صدرها المبلل العاري
أغلق أبي الباب وكان يصرخ

"كخ كخ" قلت لأمي معلِّقًا على لون مؤخرة أبي
إنني أكرهه.. أكره هذا الرجل
سأتزوج من أمي عندما يخرج من البيت بلا عودة

لن أجعلها تتأوه مرة ثانية
ما دامت تحبني
ما دامت تجعلني أتلذذ بثدييها 

ما دامت انتصرت عليه ومزقت ملابسه أيضا. 

05‏/01‏/2016

لا كونشيوس: بؤس العالم (1)



by Sam Wolfe Conelly - المصدر
بداية: كتبت هذه النصوص في تشرين الأول 2014 وكان المقصود أن يكون عنوانها "قصائد من اللاوعي"، وهذا لأنني حاولت فيها أن أُقصي الحالة الواعية بتسلُّطها ورقابتها وتعاليها وأستبدل بها الحالة اللاواعية بما تحمله من شطحات وأحلام وبقايا من كل اللحظات. لكن -ومن الجيد التنبيه- هذه الطريقة في الكتابة برغم قربها من جوهر الفن تكاد تكون مستحيلة، فالعالم اللاواعي الذي يتحرك فينا أثناء يقظتها ونومنا لا يكشف عن كينونته إلا عندما لا يكون للوعي أي حضور، وللأسف هذا هو ما أوقفني عند النص الخامس. 
والآن بعد عامين أنشرها آملا أن تقرؤوها وتكتشفوا معانيها.. وطبعا ألا تُسقطوا عليَّ إشاراتها، فقد سبقتكم وافترضت لها أبطالا غيري! 



قال أحدهم: "أُفٍّ! كان هذا معلومًا لدي".
لقد كان هذا معلوما لدي حقًّا
على لساني.. على لساني
كنت سأقوله لو أنني ولدتُ قبلي!
ما هذا العالم الذي لا يعرفني؟
ما هذا العالم المتغطرس الكئيب؟

المنصتين...
رجاءً أصيخوا إلي.
إن ما عاشه أسلافكم،
إن ما تعيشونه أنتم،
إن ما سيعيشه أتباعكم،
كلُّ هذا.. كان معلومًا لدي
على لساني.. على لساني
كنتُ سأقوله لو أن الفرصةَ سنحت لي

المتكلِّمين..
أوجزوا، من فضلكم
الكلمة الأولى هي ما يهمني
لأعرف بقية الكلام 
لأستنبط ما تريدون قوله من كلمتكم الأولى
لأريحكم من طول الموقف
ما هذه الخُطب التي أنتم عليها عاكفون؟
كلها كانت معلومةً لدي
على لساني.. على لساني
كنت سأقولها لو أنكم سمعتم لي


انسحبَ من الزحام.. كان يقضم شفتيه!

يتم التشغيل بواسطة Blogger.