26‏/11‏/2015

شرحٌ بسيط





شعركِ بنيُّ وأنت لا تدركين معنى هذا؟
هذا يعني انزلاق سيّارتي على طريقٍ مثلجٍ ونجاتي في اللحظة الأخيرة، عودةَ عصفورٍ واحدٍ نحو نافذتي بعد أن قررت كلّ العصافير أن تهاجر، تحول الكون إلى قطعةٍ كبيرةٍ من الحلوى الهشّة المليئة بالسائل الكريميّ الأبيض، تغير طقسي الداخلي نحو أن يكون معتدلًا ومفعمًا بفرص الاستمتاع، ضحكات الأطفال الصغار وهم يلعبون كرة القدم في حارة ٍعتيقة، نجاح طفلٍ في نطق كلمة "بابا"، حزن النعوش الصادق على الأبرياء، الشوارع التي عتّقها المطر حتّى كشف لونها الحقيقي، سترتي البرتقالية التي تذكرني بك يوم كنا في آخر إجازةٍ عندما أمسكتِ ذراعي وأصرّيتِ قائلةً "هذه تليق عليك"ورحتِ تضحكين..
تضحكين ولا تدركين معنى هذا؟
هذا يعني انفلات الأمن في لحظة ثورة، تخيّل هتاف السيّدات المتمرّدات اللواتي يطالبْنَ بحصّةٍ عظيمةٍ من الشوكولا، جوقةُ العصافير الجائعةِ التي لا تشبعُ أبدًا، صوتُ تشرين وهو ينظّف البيتَ ليستقبلَ كانون ويمارس معهُ الحبّ قبل أن يفترقا ويلعنا بعضهما، القلمُ الأحمرُ الذي يشطبُ كلّ أحزاني ويعوّضني مطرًا، الرّحيلُ الملوّحُ ببياض، الطّاولة الخشبيّةُ التي جمعتنا آخر مرةٍ حين طلبنا صحنًا من شرائح الدّجاج وتقاسمناها بشكلٍ غير عادل ومن ثَمَّ صالحتِني بقبله..
لقد قبّلتِني .. ألا تدركين معنى هذا؟
هذا يعني أنّني علوتُ وهبطت، علوتُ وهبطتُ حتى ارتطمتُ بغيمةٍ منخفضةٍ وصرتُ مطرًا، صرتُ صحوًا، صرتُ إلهًا، صرتُ رحمة. صرتُ الف غصنٍ ميّالٍ نحو الشمس والنور والوجود..


على الهامش: لا أمانع في شرح أكثر دقّة..

3 التعليقات:

"علوتُ وهبطتُ حتى ...صرتُ مطرًا"

يا سلااااااام
:)

على الهامش ٢: لا نمانع نحن كذلك

التفاصيل الدقيقة دوما تأتي بعد العناوين الرئيسية البسيطة ..


شكرا لك ..

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.