هل يضرّني أنني لا أكتبُ عن كلّ هذه المأساة؟ هل ينتقصُ من إنسانيّتي أنني لا أبكي ولا أتململُ من الموت، أنني لا أسأل عن بلدٍ أغلق حدوده ولا أعاتبُ رجلًا لم يفتح ذراعهُ لاستقبال طفلٍ أو لضمّ عائلةٍ محتاجه؟ هل يؤذيني أنّ شاعريّة الموقفِ لا تؤثّرُ بي؟
وأنّ لغتي لم تصغ خاطرةً عظيمةً أو قصيدةً منكوبة، ولم تستطع أن تتلاشى إلى زاوية من الحزن العميق؟
هل ينزعجُ العالمُ من مجابهتي لهُ بالموسيقى؟ هل سيتفهّمُ تلاوتي لأغنياتٍ رديئةٍ وامتناني الشّديد لنافذةٍ سماويةٍ مفتوحة على المجهول؟هل يقزّزهُ أن سكّينه العالقةَ في خاصرتي لا تمنعني من قول صباح الخير والتفكير العميق في طريقةٍ لأضمّ من أحب؟
هل يسيء إليه ظهري المكشوف المحرم عليه؟ وهل من الخطأ في مكان أن يموت غيظاً بينما أقول لعالمي الآخر "بيني وبينك في أسرار"؟ هل من الخباثة أن أتلمّض أمامه من حموضة دمي بعد أن سفكه وسفحه ووقف يضحك؟ ما هي الجدوى من أن يهتمّ بي في النهاية وأن يدّعي أنه أبٌ ناجحٌ يخاف على مصلحتي ويقتادني نحو الأفضل؟
أيها العالم. أنا لستُ حمارة لأصدّق أن هذا الحمل يناسبني وأنني لا يجبُ أن أرميه وأتحرر
أنا لستُ تقيةً بما يكفي لأصلّي كلّما نجوتُ من قنبلة لكنني طفلة بما يكفي لأشاركك قطعة شوكولا بين فترة وأخرى..
أيها العالم. فلتهدأ قليلاً
فلتتنفس من هذه القارورة التي ننشحرُ فيها ولا نحب بعضنا رغم ذلك.
فلتجرّب أن تتذوق وجعك دون أن يساعدك أحد ولتجرّبْ أن تخاف من هدير الحرب فوق رأسك ولتجرّب أن تغفو متأثرًا برائحة البارود.
أيها العالم. فلتشتر فستانا جديدا ولتتذكّر ألا يكون "شرعيًّا" هذه المرة، إن ركبتك العارية مغريةٌ وصادقة.
أيّها العالم
لا بأس بتبادل الأدوار قليلًا
أنت تبكي وأنا أتفرّجُ عليكَ وأدعوكَ للرقص فوق جثّتك!
على الهامش: مات؟
وأصبحت عظامه مكاحل!
0 التعليقات:
إرسال تعليق