لقد ألهمتني رنّة الملعقة في كوب الشاي بأن أكتب لك هذه الرسالة. في الحقيقة لقد أعطتني الحجّة الكافية لأفتح معك حديثًا ولأقول لك بعد رشفتين ساخنتين أنني اشتقتُ إليك وأنّ هذا الرعب يتمكّنُ منّي وأنني لا أستطيع ردّه.
منذ دقيقة مرّت طائرةٌ فوق رأسي ومن دون أن أشعر غطّيت وجهي بيديّ ورحتُ أبكي كالأطفال الذين اكتشفوا أن ليس لديهم الوقت الكافي ليأكلوا الشوكولا.. رحتُ ألهثُ وراء صورك الكثيرة في ذاكرتي وأتشبّثٌ بها ورأيت الله في تلك اللحظة وهو يبتسمُ في وجهي دون أن يعاتبني على عدم اللجوء إليه! وبعد أن تعرقت ملامحي بما فيه الكفاية أزحت يديّ وأخذتُ نفسا عميقًا وكنتُ أحسبُ أنني صالحةٌ بما يكفي لأموت الآن وألتقي معك في الجنّة.. لكنني وقبل أن أفتح عينيّ سمعتُ جارنا يقول "يا ريم الحيوانه تعالي لهون!".. فعرفتُ أنني لم أبرح مكاني إذ ليس من العدل أن يلحقني جارنا حتى السماء وأن يموت في نفس اللحظة التي أموتُ فيها.. أليس كذلك؟!
أعرفُ أنك لن تجيب على سؤالي ولو قدِّر لك أن تتكلم لقلت لي "كفّي عن طرح أسئلتك التوكيدية الغبية" وسوف أضربك على رأسك قائلة "لن أفعل" وسوف نتجاكر حتّى يضيء الليل هذه الدرب الموحشة.. هل تخيّلت مرة ما معنى أن نكون نجمين وأن نكذّب العرافة المتخلفة التي قالت أن النجوم لا تلتقي في المدار؟ وأن الكواكب تدور ولكنها لا تتصادم؟
ما كان صوت ارتطامك بقلبي إذا؟ ماذا يجبُ أن أسمّي هذا الحدث الذي قلب حياتي وغير النظام الكونيّ الذي دفع أبي حياته ليزرعه في داخلي؟!
الآن ..
بعد أن هدأ الصوت وحلّ السكون.. صرتُ فارغةً تماما.. وحين أمشّط شعري لا تسقط من الفرشاة أية غيمة ولا يهرهر على يدي غبار سحري ملون.. لقد أخذتَ معك غواياتي.. طويتها كما تطوي أي ورقة عتيقة لا تحتاج إليها ومضيت!
إنني لا أتساءل إلى أين .. ولكنني كنتُ أطمع أن تقول لي "لماذا؟"!
على الهامش : رشفة الشاي الأخيرة مٌرة جدّا مثل عينيك!
وكم أحب _رغم كل شيء_ أن أتذوقها
0 التعليقات:
إرسال تعليق