إنها لذة العصيان يا رفاق، هل تصدقون؟
شعور بالاسترخاء، يتبعه تحليق منتشٍ، ثم هبوط ملائكي ناعم.
تركيز معمَّق في المرئي والمسموع.. وحتى الملموس.
لا تحدثوني عما أفهم،
إن دمي يحمل كل ساعة جبلا من السكر يحترق كله داخل جمجمتي
وإنني أفهم كيف تعمل أداة التكييف، ولِمَ أغمض عيني عندما أنام
فلا تحدثوني عما أفهم.
بل حدثوني عما لا أفهم،
لكي أكون جديدا.. طفلا.. فضوليا.. وعنيدا!
اتركوا لي نافذة أتشمم منها ريح الاغتراب
أنا متوطِّن في كل ذرة غبار، فرُحماكم.. رُحماكم.
دعوني أدخل قاعة أوبرا
اتركوني وحيدا واسهروا في أي مكان
دعوني أكن دخيلا، ومنفعلا، ومبهما، وحريصا
دعوني أحصِ أنفاس السيدات الشقراوات
وأنحت في الذاكرة أشد الوجوه تشنجا وحماسا
دعوني أفسِّر ما أسمع كما أشتهي
دعوني أوجِّه الكلمات إلى من أحب
دعوني أحتسِ طبقة "السوبرانو" كاملة وأصفق في النهاية لحواسِّي وحدها
ثم افعلوا بحواسكم ما تشاؤون.
أوهٍ، ما أقسى فهم الأشياء
فهو يجعلني قطا كسولا وعابسا
لكن ما أقول لكم؟
إنني هكذا، وأنتم كذلك.
نفهم لئلا نسأل مرة أخرى
ونحفظ لئلا نضيع
وهذا هو دأبنا.
لكنني حينما أستمع الأوبرا
يدغدغ روحي شعور بالتفرُّد، والنشاط
تُبعث أنفي من مرقدها.. تغوص في عمق الرائحة
تنمو أصابعي.. تتحسس دفء مقدسا لا تعرفونه
يقف شعر ذراعيَّ إجلالا للحظة عظيمة
وأفسر كل الكلمات، الحركات، التنهيدات، الانحناءات.. أفسر كل شيء كما أشتهي
أعود إلى الفضول الأول
الذي سيجعلني أتقدمكم بخطوة إلى جنة العصيان.
أنا ذكي وسريع التلقي مثل سلك كهرباء عارٍ
وبإمكاني أن أتعلم الإيطالية في شهر واحد
وبإمكاني أن أشرح لكم بعدها ما يقال بالضبط
لكن، من يقول إن هذه هي اللذة؟
كلا.. كلا...
اللذة شيء آخر
وهي عندي ليست كما عندكم
فأنتم الفهَّامون، وأنتم المفسِّرون
أما أنا.. فيكفيني التلذذ المجرَّد.. انظروا إلي عندما أبكي
هل تذرفون دمعة واحدة؟
هذا لأن جماجمكم مشغولة كمدينة
جبل السُّكر سيذوب في فمي
ما أحلاه ذائبا في فمي.. وفي عينيّ وفي رئتيّ
فلتصوِّت أيها الخصيُّ ولتقل ما تشاء
فإنني لن أردد وراءك كما يفعلون
سأخلقك، وسأخلق كلماتك ومعانيك، وسأخلق فعل الغناء فيك
وسأتلذذ.
3 التعليقات:
ما فيه خوف صديقي، لا أحد فاهم!
:) + :(
-----------------
التلذذ المجرَّد = عصيّ. ولن أزيد
هيا يا هيثم قل لي، لا أحد فاهم النص أم الآريا الأوبرالية؟
:)
شكرا على الحضور
a bit of both
;)
but the Opera has a bigger weight
إرسال تعليق