27‏/12‏/2015

لاءات مقدّسة





لا تحلف لي بخطوطِ الطول والعرض التي في جسدي، ولا بخطّ الاستواء الذي مرّ من جبينكَ يوم رأيتَني فتغيّر العالم وصار كلّ شيءٍ ورديًّا. لا تحلف لي بهجرةِ الطيورِ والحقائق العلميّة وفوائد التّفكير المنطقيّ ولا بإمكانيّة أن تحوّل الفلسفة كلّ مأساتنا وتصيّرها جنّة. لا تحلف لي بشَعر أينشتاين واجتهاد أديسون ولا تتغزّل بطموح ماري وتأخذني من يدي وكأنك تلمس اختراعًا جديدًا وتخاف أن ينالكَ منهُ تيّارٌ أو شحنةٌ سالبة!
لا تقل لي أنني جميلةٌ مثل صفحة كتابٍ اشتريتَهُ للتو، وأنّ في عينيّ سوادًا يشبهُ كلمةً مكتوبةً باللون الغامق ضمن معادلةٍ عظيمة. لا تقس المسافة التي بيننا بدقّةٍ وتُطلعَني _وأنا في قمّة انهياري_ على خطّتكَ المُتقَنة لتجاوزها. لا تحدّثني بأن حرارة حضنكَ ليست ضمن المستوى المطلوب لاحتوائي، وأنّك غير مؤهلٍ بعد لتستوعب طفولتي.
لا تشرح لي الأشياء بمنطق الكبار العارفين بكلّ شيء، الذين أرهقهم الماضي تمامًا فتجاهلوا الآن وبدؤوا بالفزعِ من تعبِ الغد. لا تقل لي "غدًا تتعلمين. غدًا نكون. غدًا أقبّلك". إن الحرب تنهشُني وأنا وطني خيمةٌ متنقّلةٌ وإنني لا أحيا إلا هذه اللحظة، فإما أن تكون حبيبي أو لا تكون، إذ لا وقت للتحليل و "لا وقت للغد"!


على الهامش: "والحاضر؟ مش حاضر محلّو"

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.