18‏/05‏/2016

التانغو في السينما (1)



1- Easy Virtue
(جيسيكا بيل) تبحث عن شريك لتؤدي رقصتها الأخيرة في بريطانيا. التانغو لا تعرف الوحشة. إنها رقصة مطاردة، وقد يكون من الجنون أن نطارد شخصا غير موجود، لكن ما العيب؟ الجنون ليس سيئا على وقع الجيتار.
جيسيكا القادمة من أميريكا بعدما قتلت زوجها الأول لتريحه من معاناة السرطان المؤلمة، تبحث عن راقص. من يراقصها؟ 
لو لم ترقص جيسيكا ستتحطم مثل تمثال أفروديت دي ميلو الذي حطَّمته حقا في نهاية الفيلم. 
"لا لا لا.. لاريتا" يخرج هذا الصوت من فم شاب مخبول يعاني من انفلات الحروف أثناء النطق، لكنه يكون هذه المرة منصفا. لا لا لا.. لاريتا هي درجات الصعود إلى عينيها المنكمشتين كقطتين مبللتين، وهي الشهقة المُتعَبة التي تصدرها الآلة الموسيقية قبل أن تفقد أنفاسها. 


 2- ?Shall We Dance
هذا هو أقصى الانحناءة الذي تستطيعه (جينيفر جوبِز)، إنها بالكاد تقف على أصابع رجلٍ واحدة وكاحِل مائل منصتةً إلى لهاث روحها، لكن إذا غطينا الجزء السفلي من جسدها المتعرق سنلاحظ أن ذراعيها مسترخيتين تماما ولن نكتشف أن كتفيها غير متوازنين. 
أدت جينيفر هذه الرقصة وحدها في هذه القاعة الخشبية الناعمة في دفء الشمس، تأملوها كيف تتوقف في جزء بارد من اللحظة وتهدئ كل أحزانها.. أتخيَّل بالونا ضخما أحمر يتراقص بخفة على أصابع يمينها، وربما شمعة بوذية تشتعل في يسارها.
"بولينا" اسمٌ جذاب ومدوِّخ. حرف المد في نهايته مُلهم وأقرب إلى الخشوع والعزلة. تختبئ بولينا في نادي رقصٍ محترم وصارم في تعليماته هاربةً من رقصتها الأخيرة التي فقدت فيها حبيبها وسمعتها. 
إنها "هان شان" معتزلا في جبله المثلج، يلف حول جسده الهزيل معطفا ثقيلا ويحتسي شوربة الخضار منطويا على ذاته الهادئة ووحيدا.


3- Take the Lead
يقضي (أنطونيو بانديراس) وقتا لا يُحسد عليه مع مجموعة من الطلاب السيئين، وبما أنه فشل في تعليمهم رقصات محترمة كالتانغو والسالس والرومبا؛ لأنهم يعشقون الرقص الصاخب غير المرتب، فقد قرر أن يريهم كيف تكون التانغو شهية مع تلك الأنثى القاسية التي كانتها (كاتايا فيرشيلاس).
أثناء الرقص يتعلم الراقصون كيف يكتسبون الثقة ويمنحونها، كيف يصنعون من أجسادهم قصة يطارد فيها الذكر الأنثى كما تشاء الغريزة. تختار الأنثى دائما أن تقسو، ويختار الذكر أن يغريها بفن المغازلة، لكن على كل حال يجب أن يكونا "جسدا واحدا" كما يقول أنطونيو الذي مثل دور الراقص المعلم الشهير بيير دولين.



أعدكم بالمزيد من اللقطات... 

5 التعليقات:

أتذكر اني رأيت هذه التدوينة في صفحة التنبيهات ولكني لم أجدها حينها

لم أر إلا الفيلم الثاني. شكرًا للومضات، حضرت التريلر للفيلم الأول وقد أحضره رغم عدم شغفي بالتمثيل الإنجليزي عمومًا

مشاهدات ممتعة صديقي

أهلا بك يا صديقي.
حديثك الشاعريّ الرائع عن هذه الأفلام يغري بمشاهدتها. بانديراس أظنه اسبانيّا وأتذكّر أنني شاهدت له منذ سنوات فيلما اسمه المحارب الثالث عشر. تمثيله رائع فعلا.
تحيّاتي.
بروميثيوس

أهلين بك عزيزي
أتمنى حقا أن تشاهدها
وبانديراس كان رائعا في ذلك الفيلم

شكرا لك

أزال المؤلف هذا التعليق.

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.