20‏/07‏/2015

من الذي أدخل يده في جيبي؟ (1)



* دراسة نفسية لحالة إدمان افتراضية.
* نشرت هذه النصوص عام 2014 على صفحتي في الفيس بوك.
* كنت متأثرا بمنهج عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد، لذا ركزت على جانب التحليل النفسي لحالة الشخص الافتراضي (حسن).
صاحبُنا الجميل شاب في العقد الثاني من عمره. يحاول أن يبقى سعيدا. هذا أصدق ما يمكن أن نصف به حالة إدمان. ومن هنا يسوءني كثيرا أنَّ نسبة كبيرة من حالات الإدمان -كبيرة جدا- تكون للمجتمع فيها اليد العليا، والمجتمع هنا هو الأسرة أو المسجد أو المدرسة أو القرية... إلخ.
المتأمِّل في وجه حسن يلتمسُ نورًا طفوليا جميلا جدا، والذي يعمِّق النظر في عينيه يعثر على بؤبؤين واسعين يعكسان أحلامًا بالسعادة لم تتحقق، أو قد لن تتحقق. وهذا يدفعني إلى الشفقة عليه، لا إلى معاداته وإخراجه عن دائرة اهتمامي واحترامي. وهذا هو نفسه الخطأ الذي قصدته في البداية؛ أي ازدراؤنا للمدمنين. هذه الاستجابة المتطرفة التي قد تصنع منهم أشقياء ومنبوذين، بل حتى متمردين. ومنتهى الحكمة في مثل هذه الحالات أن نلتزم الهدوء، ونربت على صدورهم بحنان ونحن نهمس في آذانهم "نحترم توجهاتكم، إلا أن السعادة أوسع مما تتصورون.. ما رأيكم؟". وهذه طريقة ناجحة في التعامل مع من نظنهم مدمنين ونصفهم بالضلال وننصب لهم العداء.
وهذا ينطبق -بنسب متفاوتة- على الحالات الأخرى التي يمكن أن نواجهها يوميا: الضعف الدراسي، الثورة الدينية.. إلخ. هذه الحالات التي -إن لم نحسن الهدوء بإزائها- قد تتفجر في وجوهنا وتعلن انتصارها؛ الانتصارُ الهزيمةُ. الذي نخرج نحن منه غاضبين، ويخرجون منه منفصلين عن ذواتهم.
أعدكم، لن أطيل السرد ولن أعلق تعليقاتٍ لا جدوى كبيرة منها. كما أحب أن أعترف لكم بأن هذه الدراسة قد تكون خاطئة بنسبة كبيرة جدا، إذ، والحال هذه، لستُ متخصصا في علم السايكولوجي (علم النفس) أو خبيرا في مجال تحليل العلاقات العامة. وإنما هي محاولة!

يتم التشغيل بواسطة Blogger.