كيف حال حسن مع الجنس؟
اهتمام حسن بالجنس لم يكن شديدا. ووجود تنفيسات جنسية كالعادة السرية والعلاقات العاطفية مع الزملاء لم يكن لها وجود يُذكر في طفولته وفي بدايات بلوغه.
وكأي واحد منا، تمسك به والدته وهو يمارس نوعا من السلوك غير المقبول (العادة السرية) لأول مرة، وتهينه وتضربه ولا تكلمه لمدة أيام. كان هذا في مرحلة مبكرة من حياته.
وكأي واحد منا، تمسك به والدته وهو يمارس نوعا من السلوك غير المقبول (العادة السرية) لأول مرة، وتهينه وتضربه ولا تكلمه لمدة أيام. كان هذا في مرحلة مبكرة من حياته.
في الواقع، إساءة التصرف بإزاء مشكلة كالعادة السرية قد يودي بشخصية الطفل، ويحمله على أن يبحث عن تصريف شهوته عبر أفعال أشد خطرا. كما أن حكمها الشرعي بحاجة شديدة إلى إعادة نظر العلماء المحترمين فيه وتبيينه بلا حرج للشاب الذي لا يعرف إلى أين يذهب بحاجاته. وهناك فرق بين حكم إدمان العادة السرية والعادة السرية المعتدلة على كل حال.
إذن، نحن الآن أمام أكثر من حسنٍ واحد. هناك حسن السارق، والمخفق دراسيا، والمدخِّن. تُرى أي واحد من هؤلاء كان حسن الشهواني؟
إن السرقة والهروب من المدرسة قد تكون بعيدة قليلا عن الشهوانية في حسن. ولكنها ليست بعيدة كل البعد إن كان حسن شخصًا مازوخيًّا (محبًّا للإهانة والضرب) في الهروب من المدرسة، أو متلصِّصًا في سرقته لأموال الآخرين. (التلصُّصية Voyeurism انحراف جنسي يقود المصابين به إلى حب مطالعة أعضاء الآخرين التناسلية. وتقابلها الاستعرائية Exhibitionism حب استعراض الأعضاء التناسلية للغير).
لكن التدخين في نظري هو أكثر الأفعال التي مارسها حسن ارتباطا بالجنس.
حسن الآن يشعل سيجارة ويأخذ نفسها عميقا وقد يقصد بكل هذا أن يقول لنا "إنني أقبِّلُ حبيبتي".
ليس من المبالغة أحيانا أن نبلغ هذا المبلغ من التحليل الذي يبدو بعيدا ومُبتسرا، ولكن قناعتنا بأن اللاشعور جزء ملتوٍ ومعقد وغير صريح بسبب قوى الكبت التي نفرضها عليه بداعي الأخلاق أو الغرائز المقاوِمة (الحياء)، هذه القناعة تجعلنا نخرج أحيانا -ظاهريا- عن الموضوع ونتعمق في موضوعات لا صلة لها -ظاهريا أيضا- بمحور الدراسة.
سنبدأ غدا إن شاء الله بالتعرف على بدايات العلاقة بين المدمن وموضوع إدمانه جنسيا. ومن هنا سأعتذر من كل أصدقائنا المدمنين وأوضح لهم أن هذه العلاقة ليست هي الوحيدة، ولا يعني هذا أن كل مدمن هو في الأصل يبحث عن تصريف لشهوةٍ جنسية ما. ولكن وجود رابطة جنسية بين المدمن ومجال إدمانه موجود وشائع.
* إنني أستعمل ألفاظا كـ "مدخن" و "سيجارة" ولا أقصد بها فقط مدمني التدخين، بل حتى مدمني أكل القات والمنشطات الأخرى، أو المسكِرات. ولكنني أحاول إنشاء نوع من الألفة بين القارئ والمادة النفسية عسيرة الفهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق