قُبلة حسن
الجنس هو الدافع الأكثر خطرا للإدمان. وأحيانا يكون الجنس هو الدافع الأوحد للإدمان والانحرافات الأخرى في طلب السعادة والكمال. ولأنه رغبةُ غامضة -بل شديدة الغموض- بالنسبة للأكثرية الغالبة في الخارج، فإنه أكثر تعقيدا وصعوبة على التحليل والعلاج. وإنه لمن السهل تماثُل الجنس في أشكال حيدانات (انحرافات) نفسية أو عضوية، وتمثُّله في الصرع والهستيريا والعُصابات الأخرى. لأن هذا مؤشر مهم على أن الجنس يعلن عن نفسه في أشكال خلل عضوي أو نفسي ويُشهدنا على إخلاصه في طلب العلاج.
أما أن يختبئ الجنس خلف تصرف قد يكون تافها ويمارس ثورته وحاجاته ويُنادي بطلباته ببراءة ظاهرة فهذا -في نظري- الوجه الأشد خطورة وخبثا له.
الحاجة إلى التقبيل مثلا، حين تعالج بالكبت، فإنها تتحول إلى صمت رهيب ودائم لفترة ليست بالقصيرة، وهذه مشكلة يسيرة. فبعد فهم السبب والموقف يسهل العلاج وتسير الأمور في مسارات طبيعية.
الحاجة إلى التقبيل مثلا، حين تعالج بالكبت، فإنها تتحول إلى صمت رهيب ودائم لفترة ليست بالقصيرة، وهذه مشكلة يسيرة. فبعد فهم السبب والموقف يسهل العلاج وتسير الأمور في مسارات طبيعية.
- ماذا لو تُرجمت الحاجة إلى قبلة إلى إدمان فموي؟
هذا أخطر وأصعب في العلاج في حالة واحدة، وهي إذا نظرنا إلى الإدمان على أنه سلوك شخصي أو أي شيء آخر غير كونه تلبية لرغبة جنسية أصيلة. وهذا ما يحدث دائما!
لقد ذكرنا في فصلٍ سابق أن حياة حسن الجنسية ليست بخير. لا أدعي أنه عليل جنسيا، إنما أظنه لا يحسن تصريف رغباته الجنسية أو تصعيدها في أعمال أكثر أهمية. وللثقافة بلا شك دور رئيس في هذا، فقد سبق أن ذكرنا أن حسن ليس مثقفا بحيث يمكننا التعويل على ثقافته في هديِه سواء السبيل.
في حياة حسن، حدث أمر غريب. قبل أن يدخن حسن أول سيجارة تقريبا، علمت أسرته أنه سلك سلوكا جنسيا غير لائق مع أحد زملائه في المدرسة. ولاموه على ذلك، بل ضربوه، وشاعت قصته المخزية تلك (ليست بذلك القدر من الأهمية لو كان أهله متزنين قليلا) بين أفراد العائلة.
- ما الذي يفسر أن تكون قبلة حسن تلك سابقة لتعاطيه السجائر بأشهر قليلة أو بأيام أو ربما متزامنة معها؟
بلا شك، لقد كان لحادثة افتضاحه أمام أسرته سبب كبير في ذلك.
ربما احتقر نفسه وقتها وأدرك أن ذلك كان طريقا محفوفا بالعار، فبدأ البحث عن وسيلة أخرى لا أحد يستطيع النظر إليها من منظور جنسي. ولكننا نظرنا إليها من حسن حظه!
يكثر المتعاطون للسجائر قول "هل السجائر عيب أم حرام؟" وهم يرشدوننا -لو فحصنا تساؤلاتهم- إلى أن المقصود من تدخينهم هو رغبة لو مارسوها بمفهومها العُرْفي أو الديني لسمعوا ردات فعل من هذا النوع "عيب أو حرام".. قبلة حسن مثلًا. [أرجو إعادة قراءة هذا الجزء باهتمام!]
ربما احتقر نفسه وقتها وأدرك أن ذلك كان طريقا محفوفا بالعار، فبدأ البحث عن وسيلة أخرى لا أحد يستطيع النظر إليها من منظور جنسي. ولكننا نظرنا إليها من حسن حظه!
يكثر المتعاطون للسجائر قول "هل السجائر عيب أم حرام؟" وهم يرشدوننا -لو فحصنا تساؤلاتهم- إلى أن المقصود من تدخينهم هو رغبة لو مارسوها بمفهومها العُرْفي أو الديني لسمعوا ردات فعل من هذا النوع "عيب أو حرام".. قبلة حسن مثلًا. [أرجو إعادة قراءة هذا الجزء باهتمام!]
سأكون قلقًا حقا لو أن سيغموند فرويد سمع بتحليلي هذا، ربما كان ليعيد قراءة كتبه كلها أكثر من مرة، هو الذي كان مدمنا شرهًا.
ولكنني، بكل صراحة، لا أقصد أن التدخين هو سلوك جنسي الجوهر، كما قد يفهم البعض. ولكن القصد هو أن عامل الجنس قد تكون له أصابع في سلوك التدخين. وإنني أقف في السبيل التي تتقاطع مع الذين يعلنون أن للرغبة والقناعات الجنسية إصبعٌ في كل سلوك نقوم به، صالحًا كان أو فاسدا. مع أنهم قد يكونون منطقيين لو أن الأمر متعلق بسلوك جنسي في الأصل. أما أن نقحم هذه الغريزة في كل السلوكات فهذا لا داعي له إلا التزمت في مبدأ السيطرة الجنسية، وأننا كائنات لا هم لها سوى الجنس.
دفء السجائر بين الشفتين، والريق الذي يسيل أثناء إشعالها، والخمول الذي يرافق عملية تدخينها ويتبعها، أشبه ما تكون بالاستجابات الجنسية لقُبلة. وحين تتأمل الطريقة التي يتناول بها المدمن سيجارته بشفتيه -هذا إن كان دافع إدمانه ذا أصل جنسي- ستجزم بأنه يحسبها شفتين!
دفء السجائر بين الشفتين، والريق الذي يسيل أثناء إشعالها، والخمول الذي يرافق عملية تدخينها ويتبعها، أشبه ما تكون بالاستجابات الجنسية لقُبلة. وحين تتأمل الطريقة التي يتناول بها المدمن سيجارته بشفتيه -هذا إن كان دافع إدمانه ذا أصل جنسي- ستجزم بأنه يحسبها شفتين!
المدمن نفسه لا يعلم هذا عن نفسه، إلا أنه وجد في مثل هذا العمل تنفيسا لرغبة مكبوتة إلى درجة أنه لا يفطن إليها.
(تابع القراءة في الجزء التالي...)
(تابع القراءة في الجزء التالي...)
0 التعليقات:
إرسال تعليق