ألملمُ بعض السحاب الذي يوزّع نفسه،
أعدُّ الثمار التي سوف تسقط حين تنام العروق وتتعب أيدي الشجر.
أراقب جسم الجدار الكئيب،
"ستأكله عثّة الوقت" كنت أقول.
"سيهدمه ثقل الصمت" كنت أقول.
"ستشرب منه حبال الغسيل"
"سينزف فيه غبار جمادى الأخير"
"ستشنقه كومة النمل" كنت أقول.. أقول.
ولكنه ظلّ مثل الإله،
تحارَب من أجله الميّتون
وظلّ شهيدا على اللقطاء المساكين حين تغلفهم أمهات القضيب بمنشفة ورسالة.
وظل أمينا على جسد اللهفة المستحيلة حين تئنُّ، وتخلع بعض التجاعيد عن بطنها، تتعرّى لأجل النسيم، وتبلع خطوتها، لتشاكس ريق الظلال القريبة من بابها.
وظل حريصا على ذكريات المراهقة الأنثوية بين صدور الرجال التي ينبت السائل المنويّ عليها.
"سيعرف هذا الجدار مصيره" كبرت قليلا وكنت أقول.
"ستعرفه قافلات الغيوم البطيئة
والملائكة" أقول.
"ترى كيف نثبت أن الجدار وظل الجدار هما فكرة واحدة" تعلمت أن أستخف بسر الوجود، وجئت أقول.
فكيف إذن لم يعد بيدي أن أفكر.. كيف احترقت أخيرا بأسيجتي، واحترقت؟وكيف إذن لا يكون لدي زجاج لأكسره، بعد أن كبرت حاجتي للجدار؟
وكيف يحط بقلبي زمانٌ تحلّل منذ العصور الذبابية العفنة، ويسكنه المستحيلُ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق