مشكلتك كبيرة
مشكلتك كبيرة وأنت تعيش حياة لست راضٍ عنها، وأنت كئيب وسيء، وأنت محروم من أصغر ضحكة صادقة.
إذا كنت سعيدا بحالتك هذه، فأنت إما أن تكون فيلسوفا تنتظر مكالمة من شوبنهَوَر (فيلسوف ألماني) بعد قليل، وهذا سيملأ متاجر الكتب بسوْداويَّتك وسيفرغ روحك، وإما أن تكون تناولت قبل قليل قرص مِيرتازابين Mertazapine (عقار مضاد للاكتئاب، من أعراضه الجانبية كثرة النوم) ولست بحاجة إلى الاستيقاظ الطويل وقراءة هذه الصفحات.
سأفترض أنك لست صديق شوبنهَوَر.. وأنك الآن مستيقظ!
كيف حالك؟ كيف تفسر هذا العنوان المستفز "مشكلتك كبيرة"؟ لا بد أن تعرف أن مشكلتك كبيرة حتى تتدبر لها حلا كبيرا، أليس كذلك؟ الحلول الصغيرة تخفق في وجه المشكلات الكبيرة (كما يقول أحدهم الآن؛ أنا واثق من هذا الادعاء). والحلول الصغيرة تحل جزءا صغيرا من المشكلة الكبيرة، فيكون الناتج مشكلة "نصف كبيرة" وهذه مشكلة جديدة كما تلاحظ. أم أنك لم تلاحظ هذا؟ إذن أنت متعب وبحاجة إلى سماع أغنية. أوه، تذكرت. تِسعُ أغنيات من بين كل عشر أغنيات عربية تسبب الاكتئاب. هل تسمع الأغاني الأجنبية؟
كيف حالك؟ كيف تفسر هذا العنوان المستفز "مشكلتك كبيرة"؟ لا بد أن تعرف أن مشكلتك كبيرة حتى تتدبر لها حلا كبيرا، أليس كذلك؟ الحلول الصغيرة تخفق في وجه المشكلات الكبيرة (كما يقول أحدهم الآن؛ أنا واثق من هذا الادعاء). والحلول الصغيرة تحل جزءا صغيرا من المشكلة الكبيرة، فيكون الناتج مشكلة "نصف كبيرة" وهذه مشكلة جديدة كما تلاحظ. أم أنك لم تلاحظ هذا؟ إذن أنت متعب وبحاجة إلى سماع أغنية. أوه، تذكرت. تِسعُ أغنيات من بين كل عشر أغنيات عربية تسبب الاكتئاب. هل تسمع الأغاني الأجنبية؟
دعنا من هذا الآن. لقد كنت أمازحك. أو، في الحقيقة، كنت أضرب لك مثالا على أنصاف الحلول. وحتى أكون معك أمينًا فتعبير "أنصاف الحلول" قد سبقني إليه جُبران خليل جُبران. من جُبران هذا؟ هذا مكتئب آخر. ولكنه محق في اكتئابه فقد كان مغتربا عن وطنه. كلا. لم يكن مكتئبا، بل كان شاعرا وكاتبا ورساما مسيحيا عربيا. حسنا، ابحث في قوقول لو لم تصدقني. وللصراحة، لقد كنت أثير تساؤلاتك فحسب.
والآن، أفترض أنك سألت عشرة أسئلة على الأقل. مثل "هل لمجال عملي دور في حالتي النفسية؟" "هل كوني مسلما أو مسيحيا يغير شيئا في نفسي؟" "هل أنا مكتئب لأنني عربي؟"...
في الحقيقة، هذه الأمور ثانوية. ما الأمر الأولي إذن؟ إنه أنت. ولكن ألست أنت مجموعة من مجالات العمل والآراء الدينية والانتماءات الوطنية؟ هذا سؤال أشاركك أنا شخصيا الحيرة فيه. ولكن دعنا نقل أن هناك فرقا بين الشخصية والذات. كيف؟ شخصيتك هي أنماط تفكيرك وشعورك وعملك، أما ذاتُك فهي المفكر والشاعر والعامل الذي تتشكل عنه الشخصية. لقد أصبحتَ "شاعرا"! كلا، لقد كان تلاعبا لغويا لا أكثر. لهذا السبب دعوتك لتقول أن هناك فرقا بين الشخصية والذات. وأظنك، بما أنك تعاني من الاكتئاب، تخلط بينهما. وقد قلت لنفسك ذات يوم "هذا أنا.. هذا قدري". لا لا، أقترح عليك أن تفرق بينهما. ولئن سُئلت عن هذا الاتجاه (لنقُلْ الفلسفي) ذات يوم، فانفخ صدرك وقل: الذات لا تتبدل، بينما الشخصية تتبدل. يا سلام، إننا رائعان.
تأكد من أنك تفرق الآن بين الذات والشخصية. لأن اعتقادك بأن ذاتك هي المكتئبة سيجعل هذا السطر آخر سطر. أما إذا كانت الشخصية هي التي تعرض الأشياء بهذا التشويش، فالأمر بسيط. ألم تعد مشكلةً كبيرة؟ سنعرف لاحقا...
0 التعليقات:
إرسال تعليق