21‏/07‏/2015

أمُّ قلبي




تحت المدينة ماشيًا
والناس من فوقي يكيلون ابتسامات النهارِ..
لا رجل لي، 
ويداي عالقتان في وجهكْ
.
يا أم قلبي، لم يعد بيني وبينك غيرُ بعض البر..
أنا عندما أحببت أرضك
لم تكن لي قبلة إلاكْ.
أنا لم تكن لي شهوة إلاكِ
أما الآن فالياقوت يندهُني، وليلُ الجلّنارِ
.
فلتعيدي لي الملابس ولتعيدي لي الهدايا ولتعيدي لي دماري.
أنا آسف، يا أم قلبي، لم أعد طفلا.
وما عُدتِ المدينةَ..
كيف؟
قولي كيف.

أنا لست لكْ. فلتضحكي، لا شيء يغري بالبكاءْ.
شجر المنازل يابسٌ
واللوز في عينكِ
والعشب الذي تعدو عليه أرانب الجيران في فرحٍ
ودارتنا الصغيرةُ
كلها يبست.
وظهري
وابتهالاتي
ومشواري الطويل إليكِ
والكحل القديمُ
وربطة العنق السخيفة
كلها يبست
وأنت يبستِ.. حتى لم يعد بيني وبينك خيط ماء.
ولم أعد طفلا.
وجئت إلى المدينة عاريا أشكو إليك ضخامتي.
يا أم قلبي
من حليبك صُغتِنِي
وصنعتِ مني عاشقا
وبنيتِ لي من ثديك القمحي داري
حتى كبرت..
وضعتُ منكِ.
وفرّقتنا السكة المُلقاة في رمل الطريقِ
فأنت تحت الغيمْ.
وأنا هنا، تحت التعفّن.. تحت جلد الأرض، بين أبي وأمي.
يا أم قلبي..
كيف؟
قولي كيف أسمعك اعتذاري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.